الربح من مشاهدة الاعلانات

Wikipedia

نتائج البحث

مقدمة في علم النفس



علم النفس العام

أعداد:الاستاذة ابتسام



2012-2013




مقدمة في علم النفس العام:-

إن الأنسان يعيش في بيئة من الناس والأشياء وهو يسعى فيها ويكد للظفر بطعامه ومأواه ولأرضاء حاجاته المادية والمعنوية وهو في سعيه هذا يلقى موانع وعقبات ومشاكل مادية وأجتماعية مختلفة ويجد نفسه مضطرا الى التوفيق بين مطالبه وأمكانات البيئة والى تعديل سلوكه حتى يتلائم مع ما يعرض له من ظروف وأحداث ومواقف جديدة وذلك عن طريق التفكير والتقدير وأستخدام ذكائه أو تعلم طرق جديدة للسلوك يستعين بها على حل مايلقاه من مشكلات. كما يجد نفسه مضطرا لما تفرضه عليه البيئة وخاصة الأجتماعية من قيود وألتزامات بل إنه يرى نفسه في كثير من الأحيان مرغما على أن يصبر ويتحمل الألم أو يلجأ الى أساليب وحيل ملتوية من أجل إرضاء حاجاته ومطالبه ويكون في ذلك معرضا للرضا والسخط  والغضب والخوف والحب والكره والأقدام والأحجام والنجاح والأخفاق وهو في تفاعله هذا يتأثر وينفعل بشتى الأنفعالات ويرغب ويفكر ويصمم وينفذ ويتعلم كما أنه يعبر عن أفكاره ومشاعره باللفظ مرة وبالحركة أخرى  ويحاول أنواعا مختلفة من السلوك ...كل هذه الأوجه المختلفة من النشاط العقلي والأنفعالي والجسمي والحركي التي تبدو في تعامل الأنسان مع بيئته وتفاعله معها والتي تعكس تأثيره فيها وتأثره بها  هي موضوع دراسة علم النفس فهو يبحث في كل مايفعله الأنسان ويقوله أي كل ما يصدر عنه من سلوك حركي أو لفظي كالمشي والكلام  والكتابة والهرب. وكذلك كل مايصدر عن الأنسان من نشاط عقلي كالأدراك والتذكر والتخيل والتفكير والتعلم والأبتكار وكل ما يستشعره من تأثرات وجدانية وأنفعالية كالأحساس بالألم والشعور بالضيق أو الأرتياح وكل ما يميل إليه أو يريده أو يرغب فيه أو ينفر منه.

 تاريخ علم النفس 

إن لعلم النفس تاريخ عام وآخر علمي خاص ويرجع كعلم تجريبي الى سنة 1879 بالرغم من ان تجارب مختلفة تكاد تكون موجودة في القرن التاسع عشر وبصورة عامة يرتبط علم النفس بالتأملات الاولى التي دارت حول علاقات الانسان بمحيطه وكانت هناك محاولات منذ القدم من قبل المفكرين من الناس  لفهم طبيعة الانسان وإيجاد تفسيرات لسلوكه المختلف وعلى مراحل عدة وهي :

 مرحلة الافكار البدائية الاولى: وهذه تؤمن بالرأي القائل بوجود الروح التي تسكن الجسم الانساني وتهبه الحياة والشعور وتفارقه عند الموت بشكل أبدي وعند المنام مفارقة وقتية لتعود إليه عند اليقظة وان الافعال البشرية من عمل تلك الروح ويشمل هذا الاعتقاد النبات والحيوان والظواهر الطبيعية المختلفة كالرياح والمطر وغيرها وأن الارواح تتحكم  بذلك وتسمى هذه العقيدة الاحيائية البدائية
.مرحلة الفلسفة القديمة :حاول الانسان في هذه  المرحلة أن يتفهم العالم عن طريق ملاحظاته الواقعية وتصوراته ليفسرالطبيعة بواسطة الحوادث الطبيعية ففي القرن الرابع قبل الميلاد جاء أفلاطون وارسطو بأساليبهما في التفكير فقد جمع أرسطو أغلب ملاحظاته للحقائق الفيزياوية والحياتية في الطبيعة وألف سلسلة من الكتب تعالج جميع العلوم والفلسفة المعروفة في ذلك الوقت وكان علم النفس واحدا من تلك العلوم وكان يعرف بأنه( علم دراسة الروح) وظل  علم النفس قرونا عدة علما لروح الأنسان والتأمل بمنشأها ومصيرها.                                                                                                                                                                                                        

مرحلة التطورات خلال العهد المسيحي:

 وهذه المرحلة تبدأ بعد ميلاد السيد المسيح وظهور الكنيسة وكانت الدراسات المتعلقة بالعلم والفلسفة تهدف إلى نشر المعتقدات الدينية والروحية وتفسيرها
.مرحلة عصر أنتعاش العلم: فبعد قيام الثورة الصناعية في العالم الغربي  وتمخضت عن أكتشافات وإتجاهات عدة في المجالات العلمية المختلفة وظهور عدد من البحوث العلمية إلى حيز الوجود
مثل بحوث غاليلو ونيوتن وتجلى أهم أسهام قام به هؤلاء العلماء في  تاكيدهم المستمر على المنهج الموضوعي الذي عد اساسا في دراسة الحقائق بصورة عامة .                                                                                                                    
مرحلة العلم الحديث: وهي المرحلة التي ظهر فيها الاسلوب التجريبي إذ أستخدم هذا الاسلوب في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وتوسعت المعارف في الفيزياء والفسلجة والعلوم المختلفة وأستخدمت الاساليب التجريبية في علم النفس وبدأ يحتل مركزه كعلم مستقل وأنشأ وليم فونت أول مختبر  لعلم النفس في ألمانيا وكانت تجرى فيه التجارب ومنذ ذلك الحين  وعلم النفس في تقدم سريع ومستمر.
مما تقدم يتبين أن علم النفس كان يبحث أولا في الروح ثم صار يبحث في العقل وأنتقل بعد ذلك إلى الشعور وأخيرا صار موضوع بحثه السلوك الخارجي .
مفهوم علم النفس
             هو العلم الذي يدرس الحياة النفسية وما تتضمنه من أفكار ومشاعر وأحساسات وميول ورغبات وذكريات وأنفعالات أو هو العلم الذي يدرس سلوك الأنسان أي ما يصدر عنه من أفعال وأقوال وحركات ظاهرة.
ويمكن تعريف علم النفس : هو العلم الذي يدرس السلوك الظاهر دراسه نظاميه ويحاول تفسير علاقته بالعمليات الغير المرئيه التي تحدث داخل العضوية سواء العقلية منها او الجسدية من جهة وعلاقته بالحوادث الخارجية في البيئة من جهة ثانية .
ان دراسة السلوك دراسة علمية دقيقة جعلت الانسان محورا للاهتمام , لذلك فالهدف من دراسة السلوك زيادة رفاهية الانسان وزيادة انسانيته مماجعل لعلم النفس مهما للفرد في كل ادواره.






اهداف علم النفس:

1ـ الفهم :ـ
يتمثل الهدف الاول لعلم النفس بالاجابة على السؤالين "كيف ولماذا" يحدث السلوك ان كل واحد منا يريد ان يعرف كيف تحدث الاشياء ولماذا تحدث على الشكل الذي تحدث فيه ونحن نشعر شعور افضل عندما نستطيع ان نفسر ظاهره ما وقيل ان الفهم هو الهدف الاساسي للعلم فالانسان مدفوع نحو المعرفة والفهم وازالة الغموض اما وجهة النظر العلمية التحليلة للسلوك لا ترى معنى كبير في هذه العبارات لان خيال الانسان خصب للغاية ولذا فانه قادر ان يضع قائمة لا متناهية بالاسباب المحتملة للسلوك ولنفترض ان طفلا سقط في احد الانهار ومات غرقا ولنفترض اننا سألنا مجموعة من الناس عن الاسباب المحتملة لموت الطفل فأننا سوف نسمع اجابات متعدده كمحاولات للفهم ومع ذلك فلن يكون لدينا اساس موضوعي لاختيار ماهو افضل من بين التفسيرات السابقة الذكر, ولذا فان الافكار التي تقدم فهما حقيقيا للظاهرة يجب ان تكون من نوع يمكن اثباته تجريبيا مما لايمكن نقضه بسهوله عن طريق افكار اخرى .
2ـ التنبؤ:
يتمثل الهدف الثاني لعلم النفس في الاجابة عن الاسئلة متى؟ وماذا؟ ان معيار الفهم الذي يتبناه العلماء هو التنبؤ ولذا يمكن القول ان أي محاولة لزيادة الفهم تكون ذات قيمة حين تكون نتائج الوصف هي التنبؤ الدقيق ذات صلة بالظاهرة من ناحية او حين يؤدي الوصف الى التنبؤ عن ظواهر اخرى ذات علاقة بالظاهرة الاصلية .
فعالم النفس يستطيع ان يتنبأ عن طريق الدراسة التجريبية مثلا عن مستوى التحصيل الاكاديمي للطالب من معرفته بدرجة ذكاء الطالب وعلى الرغم من ان التنبؤ لا يكون دقيقا مئة بالمئة كما هو الحال في العلوم الطبيعية الا انه تنبؤ في الاتجاه الصحيح وبدرجة معينة من الاحتمالية ويساعد المربي في تخطيطه واتخاذه للقرارات التربوية.
3ـ الضبط:
يعني الضبط في المختبر قدرة العالم على التحكم ببعض العوامل المستقله لمعرفة اثرها في العوامل التابعة وهذا يستدعي بالضرورة ضبط بعض خصائص العالم الخارجي وكذلك بعض الخصائص المتعلقة بالفرد موضوع الدراسة,ان محاولة ضبط العوامل هو الذي يميز العالم عن الانسان العادي فالعالم لا يصدر احكامه الا بعد عدد من الملاحظات المضوبطة التي تسمح له باصدار حكم فيه ودرجة من التعميم.


فروع علم النفس:

1ـ علم النفس العام 

يشمل على المبادئ الاساسية لكل ميادين علم النفس ويهدف الى اكتشاف القوانين العامة التي تحكم سلوك الانسان الراشد السوي تاركا الجوانب والحالات الخاصة لبقية الفروع.

2ـ علم نفس الحيوان : 

يشمل مصطلح الكائنات العضويه كل الحيوانات بما فيها الانسان ويستخدم علماء النفس الحديث في بحوثهم عدد من الحيوانات اهمها الفئران والحمام والقرده. والحيوان هو المفحوص المفضل في الطب التجريبي مثل تأثير العقاقير الجديدة على المرض.وبالنسبة لعلماء نفس الحيوان تجارب التعلم بمستاهات والغاز بسيطه خاصة واساس ذلك ان فهم الكائن الحي يؤدي الى فهم الاعقد والاكثر تركيبا وهو الانسان.

3ـ علم النفس التجريبي:

يضم هذا المجال علماء النفس الذين يستخدمون المناهج التجريبية لدراسة موضوعات محددة,مثل الاستجابة للمنبهات الحسية,الادراك والتعلم والتذكر والاستجابات الانفعالية والدوافع.

4ـ علم النفس المقارن:

يهدف هذا النوع الى المقارنة بين السلوك الصادر عن انواع الكائنات الحية المختلفة متضمنة الانسان فيقارن بين سلوك الانسان وبقية الحيوانات وبين الانسان الكبير والصغير والبدائي والمتحضر.

5ـ  علم النفس الفارق:

يدرس الفروق بين الافراد والجماعات والسلالات في السلوك والذكاء والاستعدادات الشخصية واسباب هذه الفروق واثر الوراثة والبيئة منها.


6ـ علم نفس النمو:

يدرس مراحل النمو للانسان من قبل المولد(الجنين)الى الشيوخه مارا بمراحل الرضاعه والطفوله والمراهقه والرشد مبينا خصائصها البيكولوجية والعوامل المؤثره فيها.

7ـ علم النفس الاجتماعي:

يختص بدراسة تأثير الجماعة على سلوك الافراد وكذلك دراسة سلوك الفرد من الجماعه والعلاقات بين الجماعات بعضها ببعض ويدرس التنشئة الاجتماعية واساليبها.

9ـ علم نفس الشخصية:

يدرس الفروق الفردية بين الناس في سمات الشخصية وابعادها وطرق تصنيف الافراد.

10ـ علم النفس الارشادي:

يهدف الى مساعدة الاسوياء الذين يواجهون مشكلات توافية نتيجة لتعرضهم لمواقف عصبية.

11ـ علم النفس التربوي: 

يدرس العملية التعليمية على ضوء المكتشفات والحقائق التي توصل الباحث اليها العلماء في علم نفس النمو والاكينكي وسيكلوجية التعلم والدافعية ويهدف الى رفع كفائتها.

12ـ علم النفس الصناعي: 

يطبق مبادئ علم النفس في مجال الصناعه لحل المشكلات المتعلقة بالعمل بهدف رفع الكفاءة الانتاجية للعامل وزيادة سعادته.

13ـ علم النفس الجنائي :

يطبق مبادئ علم النفس في ميدان الجريمة ـ الدوافع اليها واسبابها وعلاجها ووسائل الوقاية منها .


14ـ علم النفس التجاري : 

يدرس الدوافع التي تدفع المستهلك الى شراء السلعة ويقيس الاتجاه نحو السلعة.
15ـ علم النفس الحربي:
يطبق هذا الفرع المبادئ والقوانين التي تم التوصل اليها في المجال العسكري.

علاقة علم النفس بالعلوم الاخرى :ـ

يدرس علم النفس السلوك الصادر عن الكائنات العضوية والانسان اهم هذه الكائنات العضوية التي تسهم بدراسة السلوك لديها,فالانسان لا يقيس من فراغ بل ان له جسما له حدود معينة,ولهذا الجسم كذلك تركيب ووظائف وعمليات بيولوجية هي البيئة الداخلية ومن ناحية اخرى فأن هذا الانسان يعيش في بيئة خارجية اهم عناصرها المجتمع.وماالمجتمع وجسم الانسان او العوامل الاجتماعية والعوامل البيولوجية الا شروط السلوك الانساني ومحدداته مثال على ذلك,كالانفعال:القلق او الخوف او الغضب فأن لكل منها جوانب فيزيولوجية داخلية (كارتفاع ضغط الدم),وجوانب سيكولوجية شعورية(لكل انفعال مشاعر مصاحبة له) وجوانب اجتماعية (نوع من اللغة او التعبير عن الفرد ومن معه).وهناك علوم اخرى تعلن انها تدرس السلوك البشري ,كعلم الاجتماع ووظائف الاعضاء والانثريولوجيا(علم النفس) والاقتصاد والوراثة وغيرها.
فنلاحظ ان موقف علم النفس هنا كرجل يجلس بين مقعدين فمن الواضح اذن ان علم النفس يشاطر كلا المجموعتين من العلوم ويقاسمها اهتمامهما ويترتب على  ذلك ان يصبح علم النفس علما بيولوجيا واجتماعيا. فنلاحظ علم وظائف الاعضاء علم بيولوجي وعلم الاجتماع علم اجتماعي ولا يتقابل هذان العلمان ولا بقية العلوم سوى ارتباطها من خلال مضمون سيكولوجي معين.



مدارس علم النفس المعاصرة :


1ـ المدرسة السلوكية :

أسسها واطسن وهو امريكي الجنسية وهي مدرسة تنظر الى الأنسان أنه أشبه بالآلة الميكانيكية المعقدة وترى أن البيئة هي المسؤول الوحيد عن تشكيل سلوك الفرد إذ ان الفرد يكتسب كل سلوكه من البيئة التي ينشأ فيها وتهمل دور الوراثة واستعدادات الفرد الموروثة ومالها من دور كبير في سلوكه فليست هناك غرائز أو ذكاء و الذي فسرته هذه المدرسة أن السلوك هو  مجموعة معقدة من عادات يكتسبها الفرد أثناء حياته.
 وفي هذا يقول واطسن أعطوني عشرة أطفال أصحاء أسوياء التكوين وسأجعل واحد طبيب والثاني محامي والثالث لص والرابع شرطي و.... الخ.

2ـالسلوكية الغرضية : 

ومن هذه المدارس مدرسة عالم النفس الأسكتلندي مكدوجل   وترى أن الأغراض والغايات تقوم بدور هام في تحديد سلوك الكائن الحي وتوجيهه فكل سلوك يصدر عن الكائن الحي يهدف الى غاية ويتجه الى تحقيق غرض حتى وإن لم يكن شاعرا بهذا الغرض.
 فالطائر الذي يجمع القش لبناء عشه لايكون من دون شك شاعرا بالغرض البعيد من سلوكه وهو المحافظة على نوعه بل إن الأنسان كثيرا ما يقوم بأفعال لا يكون الغرض منها واضحا كأن يرفع صوته أثناء الحديث على حين فجأة أو يفضل السير في طريق دون آخر .

3ـ مدرسة التحليل النفسي : 

ومؤسس هذه المدرسة الطبيب النمساوي فرويد ومما تنفرد به هذه المدرسة توكيدها أثر العوامل والدوافع اللاشعورية في سلوك الأنسان وأهتمامها بدراسة الشخصية السوية والشاذة أهتماما بالغا وتوكيدها
الأثر الخطير لمرحلة الطفولة المبكرة وخصوصا علاقة الطفل بوالديه وأشارتها الى مفهوم الغريزة الجنسية ودراسة تطورها من الناحية النفسية وصلة ذلك بشخصية الفرد .

4ـ مدرسة الجشطلت : 

ظهرت هذه المدرسة في المانيا بزعامة كوهلر  وكلمة الجشطلت تعني الكل المتكامل الأجزاء وترى هذه المدرسة أن الظواهر النفسية وحدات كلية منظمة وليست مجموعة من عناصر وأجزاء متراصة. فالأدراك أو التعلم هو كالمركب الكيميائي أندمجت عناصره مع بعضها ولو حللنا المركب الى عناصره تلاشى المركب نفسه أي أن التعلم يحدث نتيجة لأدراك الموقف من المتعلم ككل مترابط ثم يأخذ بتحليل الموقف الى أجزائه التي يتكون منها وبالتالي تحصل لديه عملية الفهم.ومن خلال هذا الأستعراض الموجز لهذه المدارس نجد أن هناك عوامل كثيرةتشترك فيها هذه المدارس من ذلك أنها تدرس سلوك الأنسان كما أنها تستخدم المنهج التجريبي في البحث وهذا من شأنه أن يقارب بين نتائجها ويقارب بين وجهات نظرها.

دور العلماء العرب والمسلمين:قدم علماء العرب والمسلمين الكثير في مجالات علم النفس المختلفة وقد ألفوا في ذلك كتبا ما زال لها الصدارة حتى اليوم ومن الواجب علينا كمتعلمين أن نتعرف على هؤلاء الأعلام الذين يتملاهم التأريخ بأعجاب وأن نفخر بهم.... ومنهم الشيخ الرئيس أبن سينا ،أبو علي حسين بن عبدالله الذي ولد في بخارى سنة 979 للميلاد وتوفي سنة 1037 للميلاد، درس الفلسفة والطب وألف كتابه الم\شهور ( القانون ) في الطب وعمره ست عشرة سنة ! وكان مثلا للعالم المتدرب والآخذ من العلوم بأطراف شتى ويحسن اللغتين العربية والفارسية والكتابة بهما.  وقد ألف أيضا في الفلك والرياضيات والطبيعيات والحكمة والموسيقى وسواها من جوانب المعرفة وأصبحت كتبه مراجع أساسية في المدارس الفلسفية والطبية  والنفسية ، فقد ألف أبن سينا رسالة في النفس إذ يقول :(إن النفس هي جوهر قائم بذاته مستقل عن البدن مغاير له). وخالف بذلك أرسطو وقد سبق الغربيين في فكرة (الأنا) التي سادت في الفلسفة الحديثة والتي أخذ بها فرويد صاحب مدرسة التحليل النفسي ,كما عنى بالأدراك الحسي وفسر كيف يدرك العقل الكليات وتحدث في كتاب الشفاء عن الانفعالات الموجودة عند الأنسان  والتي لا توجد عند الحيوانات مثل الضحك ,والتعجب ,والبكاء , والخجل        أما الغزالي (محمد بن محمد بن أحمد الطوسي، أبو حامد) الفيلسوف المتكلم والمتصوف الفقيه أحد أعظم أعلام الفكر في التأريخ الأسلامي وأشدهم تأثيرا حتى يومنا هذا في ميادين علوم االدنيا والدين ، ولد بطوس إحدى مدن خراسان سنة    1059للميلاد عين أستاذا في المدرسة النظامية ببغداد سنة 1091 وعمره قد بلغ الرابعة والثلاثين ونال هناك شهرة عظيمة وتلقاه الناس بالقبول والأحترام وأقام على تدريس العلم ونشره حتى ضربت به الأمثال وشدت إليه الرحال ولما كان يوم الأثنين من شهر جمادي الآخرسنة 1111للميلاد توضأ وصلى صلاة الصبح وقال :علي بالكفن ! فأخذه وقبله ووضعه على عينيه وأستقبل القبلة وأنتقل الى رضوان الله تعالى. فقد تناول في كتابه أحياء علوم الدين السلوك وضروبه المختلفة وتحدث عن كل ضرب وبحث عن دوافعه ثم وضح كيف نسمو بالسلوك في ضوء نور اليقين والمعرفة بالله والسلوك عنده حيوي يستهدف تحقيق غرض معين وميز بين ثلاثة أنواع منه وهي : الطبيعي ,والضروري، والأرادي كما تناول الدوافع الفطرية والمكتسبة وأهميتها والعادات وتكوينها وأنواعها وآثارها والانفعالات والعواطف والأدراك الحسي وغيرها.الفارابي:وهو فيلسوف ورجل دين وهو عالم نفس عندما يتكلم عن قدرات الشخص التي توصل اليها الانسان الى المعرفة وعندما يتكلم عن نواح من السلوك اهتم بها علم النفس في العصر الحديث فقد قسم قوى النفس الى قسمين احدهما موكل بالعمل والاخر موكل بالادراك وقوى العمل ثلاثة اقسام: النباتية والحيوانية والانسانية وقوى الادراك قسمان حيواني وظيفته الاحساس والانساني هدفه تحصيل المعرفة العقلية.ابن رشد:رأى ابن رشد ان البحث في النفس قسم من العلم الطبيعي وذلك لان النفس لاتفعل و لاتنفعل الا بالجسد و للنفس احوال تدرس فيما وراء الطبيعة الاحوال غير المادية وقوى النفس خمسة اقسام وهي النباتية والحساسة والمتخيلة والنزوعية والناطقة وتنقسم الناطقة الى العقل النظري والعقل العملي.ابن خلدون:يعد عالم مؤسس علم الاجتماع يعتقد ان الامور الجارية في عالمنا المادي والاجتماعي والنفسي تخضع لقوانين معينة تجري على نظام مخصوص. وقد بين ابن خلدون رأيه في حركة التاريخ وفي الجماعات وسيكولوجيتها. وعلم نفس الشعوب والشخصية القومية وهي موضوعات لم يتناولها علم النفس الاجتماعي والمقارن الا مؤخرا وله اسهامات في علم النفس الاجتماعي وعلم النفس التربوي.
ولو أردنا إستعراض سيرة علمائنا الأعلام وأنجازاتهم في مجال علم النفس لوقفنا على جهود كبيرة في هذا المجال فهناك الكثير من علماء العرب أمثال الكندي وأبن باجة وغيرهم ولكن أقتصرنا الحديث على بعض العلماء وما حققوه في هذا المجال العلمي بشكل موجز ليثبت للقارئ أن العلماء  العرب والمسلمين  كانوا السباقين دائما في كل المجالات على غيرهم من الأمم والحضارات ...... .ثانيا:السلوك:ان السلوك هو مجموع افعال الكائن العضوي الداخلية والخارجية والتفاعل بين الكائن العضوي وبيئته الفيزبقية والاجتماعية والسلوك كذلك مختلف انواع الانشطة التي يقوم بها الانسان والحيوان والسلوك جزء من الكل الذي يشمل العمليات الحيوية وتتضمن هذه العمليات(,النمو,الهضم,الاخرج,الدورة الدموية).النظرة الكلية في السلوك: ويعني  كل ما يقوم به الفرد أو الكائن العضوي من نشاط في محيطه محفزا بدوافعه الفطرية والمكتسبة ,فالدوافع الموروثة والمكتسبة والأنفعالات والرغبات الرئيسة والثانوية والحاجات والمحفزات تعد كلها من العوامل التي تحمل الفرد على القيام بنشاط معين لتحقيق هدف ما. إذ كلما كان الكائن أكثر تطورا ورقيا وأوسع نموا  أتصف سلوكه بالتعقد والمرونة معا إذ يكون معقد لأنه يتبع ما يكون عليه من رقي في مضمار السلم  النشوئي ويكون مرنا لأنه يكون على جانب كبير من أكتمال عمليات الدماغ والعقل وفقا للمواقف التي تعترضه في الحياة وهذه ميزة يتفرد بها الأنسان .جوانب السلوك : ميزعلم النفس الحديث بين نوعين من السلوك هما :1- السلوك العقلي:ويقصد ما يقوم به الفرد من فعاليات ذات صلة وثيقة بالحياة النفسية والعقلية له كتعلم القراءة والكتابة والنطق والمشي ...الخ .2 السلوك الأنعكاسي (الآلي) :ويقصد به أستجابة الفرد بشكل رتيب وثابت  مثل أبساط العين أو أنقباضها تبعا لقلة الضوء أو شدته .العوامل المؤثرة في السلوك (الوراثة والبيئة ) :أختلف علماء النفس في مدى تأثير العوامل الوراثية والبيئية على سلوك الفرد فبعضهم رجح سلوك الفرد إلى عوامل وراثية يكتسبها من آبائه تنتقل إليه بالوراثة عن طريق الجينات الموجودة في الحامض النووي الرايبوسومي  DNAمثل الذكاء ولون البشرة ولون العينين ولون الشعر وغيرها وكذلك يكتسب عاداته وتقاليده من البيئة التي ينشأ فيها فهو يتأثر بالعوامل الوراثية والبيئية بنفس الدرجة .فالبيئة تعمل على تقوية أو إضعاف العوامل الوراثية التي يرثها الفرد من والديه فمثلا لو كان هناك فرد ذكي جدا ينشأ في بيئة متخلفة فأكيد سوف يضعف ذكاؤه بسبب تلك البيئة  ,من ذلك نستطيع القول أن كلا العاملين يشتركان في تكوين وتشكيل سلوك الفرد بشكل متساوي تقريبا .ثالثا:الدوافع  :إن هذا الموضوع من أكثر موضوعات علم النفس أهمية وأثارة فصاحب العمل يهمه أن يعرف مالذي يدفع العمال إلى الأضراب بالرغم من كفاية الاجور وأعتدال ساعات العمل وكذلك المدرس يحتاج إلى معرفة دوافع تلاميذه ليتسنى له أن يستغلها في تحفيزهم على التعلم وكذلك لو تسائلنا عن سبب مجازفة خص معين بحياته لينقذ آخر؟ ولماذا يقضي العالم ساعات طويلة مبتعدا عن لذات الحياة ؟ وسبب تكريس شخص جهوده لجمع المال ولآخر لخدمة الفقراء والمحتاجين.اوبشكل عام فأن معرفة الانسان دوافع غيره تساعده على إقامة علاقات جيدة مع الآخرين في حين أن الجهل بتلك الدوافع يكون مصدرا للكثير من المتاعب والمشاكل المختلفة ,لقد حدد علماء النفس مفهوم الدوافع بأنها تلك العوامل التي تنشط السلوك وتوجهه نحو هدف معين فمن المبادئ المقررة أن( لكل سلوك دافع ). من كل ذلك نستطيع أن نعرف الدافع بأنه( حالة من الأثارة والتنبه داخل الكائن الحي تؤدي إلى سلوك باحث عن هدف بسبب حاجة ما  تعمل على تحريك السلوك وتنشيطه وتوجيهه),علما أن مستوى الدافع يزداد كلما أصبح الهدف أكثر جاذبية  والدافع مصطلح عام  وشامل وتحوي اللغة ألفاظا كثيرة تحمل معنى الدافع مثل : الحافز ,الباعث ,الحاجة ,الرغبة,الميل........الخ ويمكن وصف الدافع بالصورة الآتية : مثير          حالة توتر              سلوك موجه               غاية ترضي الدافع                وتنهي السلوك                                   
وظائف الدافع
هناك ثلاث وظائف اساسية للدافع هي: 1ـ تحريك وتنشيط السلوك
بعد ان يكون في مرحلة من الاستقرار او الاتزان النسبي فالدوافع تحرك السلوك او تكون هي نفسها دلالات تنشط العضوية لارضاء بعض الحاجات الاساسية. 2ـ توجية السلوك
نحو وجهة معينة دون اخرى فالدافع بهذا المعنى انتقائية أي انها تساعد الفرد على انتقاء الوسائل لتحقيق الحاجات عن طريق وضعه على  اتصال مع بعض المثيرات المهمة لبقائة مسببة بذلك سلوك اقدام وعن طريق ابعاد الانسان عن مواقف تهدد بقائة مسببة بذلك سلوك احجام.
3ـ المحافظة على استدامة تنشيط السلوك
 مادام بقي الانسان مدفوعا او مادام بقيت الحاجة قائمة فالدوافع كما انها تحرك السلوك تعمل على المحافظة عليه نشطا حتى يتم اشباع الحاجة.قياس قوة الدافع:يشير مصطلح الدافعية الى مجموعة الظروف الداخلية والخارجية التي تحرك الفرد من اجل اعادة التوازن.فالدافع بهذا المفهوم يشير الى نزعة للوصول الى هدف معين وهذا الهدف قد يكون ارضاء حاجات داخلية او رغبات داخلية.وعندما يكون الهدف خارجيا أي مرتبطا بالبيئة الخارجية يسمى الحوافز او الباعث فالطعام هو حافز او باعث لانه يشبع دافع الجوع فالدافعية اذن هي عبارة عن الحالات الداخلية للعضوية التي تحرك السلوك وتوجيهه نحو تحقيق هدف او غرض معين وتحافظ على استمراريته حتى يتحقق ذلك الهدف.ويرتبط مع مفهوم الدافع والحاجة مفهوم اخر هو الاتزان الذي يشير الى نزعة الجسد العامة للحفاظ على بيئه داخلية ثابة نسبيا.ان حيد الظروف الداخلية عن وضع معين يشكل ملحوظ يؤدي الى حدوث توتر تسعى العضوية الى خفضه والعوده مره اخرى الى حاله التوازن وبهذا ينظر العلماء الذين يتنبئون وجهة النظر هذه الى السلوك الانساني على انه حلقة مستمره من التوتر وخفض التوتر فالجوع مثلا يمثل توتر ناجما عن تغيرات في كيمياء الدم وعن افرازات العصارات المختلفة ويولد الحاجة الى الطعام ويعمل اشباع دافع الجوع على نقص هذا التوتر الذي لا يلبث ان يعود بعد فترة معينة.
انواع الدوافع: ويمكن  تصنيف الدوافع إلى نوعين :فطرية,ومكتسبة  ويقصد بالدوافع الفطرية هي التي تنتقل عن طريق الوراثة ولايحتاج الفرد الى تعلمها أو أكتسابها عن طريق النشاط التلقائي للفرد أو عن طريق الخبرة والممارسة والتدريب .ومن ميزاته : ظهوره منذ الولادة وعام ومشترك بين أفراد النوع الواحد وثبات هدفه الطبيعي أي أنه يكون مقرره في فطرته مثل بناء العش عند الطيور وهجرة الأسماك وأدخار الطعام عند النمل . من ذلك يتبين أن الدافع الفطري هو ما كانت مثيراته فطرية وهدفه فطري ويعد ثبات الهدف من أهم العلامات التي تميزالدافع الفطري حتى أننا نستطيع تعريف الدافع الفطري بأنه كل مايدفع الفرد إنسانا كان أم حيوانا إلى إلتماس أهداف طبيعية موروثة  أي مقررة من قبل في فطرته مغروزة في جهازه العصبي  لذا تسمى الدوافع الفطرية بالغرائز.                                                .الدوافع المكتسبة :  يمكن أن تصنف هذه الدوافع إلى ثلاثة أصناف :الاول يكتسبه الانسان من خبراته اليومية وتفاعله الاجتماعي مهما أختلفت الحضارة التي ينتمي إليها مثل الدافع الاجتماعي وهذه هي الدوافع الاجتماعية المشتركة العامة مثل ميل الانسان إلى العيش في جماعات وإلى الاجتماع ببني جنسه والاشتراك معهم في أوج نشاطاتهم كذلك كان يعتقد الى عهد قريب أن الأنسان يرث ميلا فطريا الى محاكاة أفعال غيره من الناس وحركاتهم بطريقة مقصودة أو غير مقصودة فالمحاكاة شائعة بين الأطفال والكبار بين الأفراد والأمم غير أن كثيرا من العلماء اليوم يميلون الى أعتبارها دافعا مكتسبا يتعلمه الأنسان لأنه يرى أن من صالحه أن يتعلمه.الثاني هي الدوافع الاجتماعية الحضارية: وهي دوافع تنميها بعض الحضارات وتعمل على تدعيمها في حين لاتشجع ظهوره حضارات أخرى كدافع السيطرة وحب التملك والعدوان وكانت هذه الدوافع إلى عهد قريب تعد في قائمة الغرائز أي أنها مشتركة بين جميع الناس في كل سلالة وكل عصر حتى أثبتت البحوث أن هذه الدوافع لاوجود لها في كثير من المجتمعات البدائية وهو يبدو في ميل الأنسان الى العيش في جماعات والأشتراك مع بني جنسه في نشاطاتهم المختلفة وكان العلماء يرون أنه دافع فطري وأن الأنسان أجتماعي بطبعه. غير أن الكثير من العلماء اليوم يميلون الى عده مكتسبا وان السبب في أنتشاره بين الناس جميعا على أختلاف حضاراتهم وبيئاتهم يكمن في الفطرة مع أن هناك رأي آخر يقول بأن هذا الدافع مكتسب على أساس أن الأنسان في كل زمان ومكان يولد ضعيفا عاجزا تتوقف حياته على من حوله فهو يعتمد على والديه في طفولته لتلبية حاجاته المختلفة وهو يشعر بالألم والوحدة والوحشة إن ترك وحده. وكلما تقدم بالعمر زادت ثقته بأن نموه وأمنه وسعادته مرهونة بعلاقاته الأجتماعية وهذا يدعوه الى تثبيت علاقته وتدعيمها وتوسيعها فإن لم يوفق لذلك شعر بالضيق والعزلة والقلق وعلى هذا الأساس يكتسب الفرد الدافع الأجتماعي دون الحاجة الى إفتراض أنه دافع فطري .ومن الأمثلة الأخرى على هذا النوع من الدوافع هي دوافع السيطرة وتوكيد الذات وتبدو واضحة في ميل الفرد الى الظهور والتفوق والغلبة والتزعم والتنافس فما التنافس إلا صراع يستهدف الأنتصار على الآخرين ويتضمن إحباط جهودهم وعرقلة نجاحهم وهذا يبدو واضحا في الحضارة الغربية إذ يغشى التنافس المرير جوانب الحياة الأجتماعية والشخصية للفرد بشكل كبير.إلا أن البحوث أثبتت أن دافع السيطرة لا أثر له في بعض الشعوب والقبائل البدائية ففي قبيلة (أرابش) التي تقطن غينيا الجديدة تعد السيطرة وتوكيد الذات سلوكا شاذا إن بدا لدى أحد الأفراد ..إذ أنها قبيلة يسود أفرادها التعاون والمسالمة والصداقة وإنكار الذات وهم ينفرون من التسلط والتزعم ولا يطيقونه بما يحمل القبيلة عند الحاجة على أن تفرض الزعامة على بعض الأفراد بالرغم منهم .الثالث الدوافع الأجتماعية الفردية : مثل الأتجاهات والعواطف والميول ، فالأتجاه النفسي إستعداد وجداني مكتسب ثابت نسبيا يحدد شعور الفرد وسلوكه نحو موضوعات معينة ويتضمن حكما عليها بالقبول أو الرفض وهذه الموضوعات قد تكون أشياء كالميل الى كتاب معين أو النفور من طعام معين أو شخص معين أو تعصب لجماعة دون أخرى أو أفكار ومبادئ ونظم أجتماعية أو مشاكل أجتماعية كالميل الى الديمقراطية أو الأعراض عن حركات التجديد. بل قد تكون ذات الفرد نفسه موضوعا لأتجاه نفسي كحب الذات كحب الذات أو أحترامها أو السخط عليها وهذه الأتجاهات هامة وذات أثر كبير في شعور الفرد وسلوكه فمن كره نفسه كره غيره ومن ظن بنفسه السوء مال الى الظن بالناس وهكذا . امثلة على الدافع :
1ـ دوافع الحفاظ على البقاء كالجوع والعطش
2ـ دوافع الحفاظ على النوع كالجنس ودوافع الامومة ودوافع الدفاع والا تجاه كالعدوان وتجنب الالم
3ـ دوافع النشاط والاثاره مثل
أـ دافع والتحكم(السيطرة)
ويشمل دافع الاكتشاف والتحكم الجذور الاولى للرغبة في المعرفة والاستزادة منها ولولا وجود هذا الدافع لما وسع الانسان من اطار حدوده ومعرفته الشيء الكثير الذي يزيد على المعرفة الضرورية للبقاء البيولوجي وهذا الدافع يكون موجها بتأثير الرغبة في معرفة البيئة وليس السعي وراء الطعام او الماء.ب ـ دوافع الاستثارة الحسية يقود كل من الاكتشاف والتحكم الى معلومات حسية جديدة يستخدمها الفرد فيما بعد لمزيد من الاكتشاف والتعلم وعندما تنخفض المدخلات الحسية لدى الفرد تظهر الحاجة للاثارة الحسية بشكل كبير.ج ـ دافع التحصيليتمثل دافع التحصيل في الرغبة في القيام بعمل جيد والنجاح في ذلك العمل وهذه الرغبة كما يصفها (مكليلان) احد كبار المشتغلين في هذا الميدان تتميز بالطموح والاستمتاع في مواقف المنافسة والرغبة الجامحة للعمل بشكل مستقل ومن مهاجمة المشكلات وحلها وتفضيل المهمات التي تنطوي الا على مجازفة قليلة او مجازفة كبيرة جدا.ودافع التحصيل على علاقة وثيقة بممارسات التنشئة الاجتماعية من الطفولة الباكرة فقد اشارت الدراسات حول من تميزو بدافعية التحصيل مرتفعة ان امهاتهن يؤكدون اهمية استقلالية الطفل في البيت وكان هذا التأكيد يتمثل في اصرار هؤلاء الامهات على وجوب ذهاب الطفل الى فراشه وحده وان يلهو ويسلي نفسه بدل من ان يسلى من قبل الاخرين وان يختار ملابسه ضمن اشياء اخرى.ان الافراد الذين يوجد لديهم دافع التحصيل مرتفع يعملون بجدية اكبر من غيرهم ويحققون نجاحات اكثر من غيرهم وفي مواقف متعددة وعند موازنة هؤلاء الافراد عن من هم بمستواهم في القدرة العقلية ولكن يتمتعون بدافعية منخفضة للتحصيل.وجد ان المجموعة الاولى تسجل علامات مدرسية افضل كما انهم يحققون تقدم اكثر وضوح في المجتمع والعكس صحيح.ونظرا الى كون دافع التحصيل يتأثر بممارسات التنشئة فمن المنتظر ظهور فروقات واضحة بين افراد طبقات المجتمع الواحد وما بين افراد الثقافات المختلفة وذلك لاختلاف الممارسات المختلفة من طبقة لاخرى.رابعا الأنفعالات: يقصد بالانفعال حالة جسمية نفسية تتخذ صورة أزمة عابرة مفاجئة  يضطرب لها الأنسان كله جسميا ونفسيا ، ونحن ننفعل حين تثار دوافعنا الفطرية أو المكتسبة ويكون الأنفعال عنيفا إذا كانت الأثارة عنيفة وبصورة مفاجئة وغير متوقعة بحيث لا نستطيع أن نتصرف تصرفا ملائما ولا يكون لدينا وقت كما هي الحال حين تفاجئنا سيارة مسرعة في الطريق أو حين يرسب طالب في الأمتحان على غير توقع ومن ناحية أخرى نحن ننفعل حين يعاق دافع من دوافعنا الأساسية أي يعطل السلوك الصادر عنه ويمنع من بلوغ الهدف. أما إذا إنساب السلوك سهلا إالى غايته لم يشعر الفرد بالأنفعال إلا بشيء قليل ونحن ننفعل حين ترضى حاجاتنا وميولنا وأمانينا إرضاءا فجائيا لا نتوقعه كأن ينجح طالب كان من المتحقق رسوبه هنا ينخفض التوتر والضيق فجأة ويحل الأبتهاج والفرح .جوانب الأنفعال :إذا حللنا إنفعالا كالخوف أو الغضب لرأينا أنه يتألف من ثلاث جوانب يمكن ملاحظتها ودراستها دراسة علمية هي:1ـ جانب شعوري ذاتي يخبره الشخص المنفعل وحده ويختلف من إنفعال لآخر تبعا لنوع الأنفعال .2ـ جانب خارجي ظاهر يشتمل على مختلف التعبيرات والحركات والأيماءات التي تبدو على الشخص المنفعل وهذا هو الجانب الذي نحكم منه على نوع الأنفعال عند الآخرين .3ـ جانب فسيولوجي داخلي كخفقان القلب وتغير ضغط الدم وأظطراب التنفس وزيادة إفرازات الغدد الصم .إن هذه الجوانب الثلاثة للأنفعال ليست جوانب منفصلة أو ينتج بعضها عن بعض بل إستجابة كاملة تصدر من الأنسان ككل من حيث هو وحدة نفسية جسمية أجتماعية كما أن الجانب الشعوري الداخلي هو الذي يطبع الأنفعال بطابعه الخاص ويميزه عن غيره من الأنفعالات لأن التغيرات الفسيولوجية الداخلية تكاد تكون متشابهة في جميع الأنفعالات فهي في الحزن تكاد تكون كما في الفرح كما انه لا توجد نماذج تعبيرية خاصة بكل إنفعال وبذلك يتضح لنا أته لايمكن الأستدلال على نوع الأنفعال مباشرة من التغيرات الفسيولوجية أو من التعبيرات الخارجية وحدها .خصائص الانفعال1ـ الانفعال ينمو مع العمر بنمو السلوك الانفعالي تدريجيا في هذه المرحلة من ردود الفعل العامة نحو سلوك انفعالي خاص يرتبط بالفروق والمواقف2ـ تتميز بالتنوع والانتقال الى انفعال اخر (من الانشراح الى الانقباض)3ـ يتكون الانفعال من ثلاث عناصر او مظاهر هي وجود موقف محدد يفسره الفرد تبعا لخبرته الخاصة وثانيا استجابة داخلية ذاتية وظهور تغيرات فسيولوجية وعمليات ذهنية وثالثا تغيرات جسمية مقبولة سواء كانت لغوية او حركية4ـ الانفعالات تأخذ صفة العمومية وطرق التعبير عن الانفعالات مختلفة الى حد كبير بين مختلف الناس5ـ التغير في درجتها وشدتها فالدهشة عندما تتضخم تصبح حيرة والغضب الشديد يصبح هياجا6ـ التغير في درجة التشابهة والاشمئزاز اكثر قربا من الحزن عما هو علية من السرور7ـ التغير من درجة القطبية فالحب نقيض الكراهية والحزن نقيض السرور
التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للانفعال:1ـ زيادة التوصيل الكهربائي للجلد ويتمثل بتصبب العرق او رطوبة الجلد وهو مظهر الاستجابة الجلدية2ـ تغيرات ضغط الدم ومقداره وتكوينة ومعدل ضربات القلب3ـ تغيرات في التنفس ودورته اكثر سرعه او اقل سرعه4ـ زيادة درجة الحرارة وتصبب العرق على الجلد في حالة الاستثارة الانفعالية الخائف تبرد يديه والغاضب يكون ساخنا في منطقة العنق5ـ يختلف التغير في حجم العينين واتساعها باختلاف مستوى الضوء وباختلاف الحالة الانفعالية6ـ ضبط افرازات الغدة اللعابية بواسطة الجهاز العصبي السمبثاوي واللاسمبثاوي مثل جفاف الفم في حالة الخوف7ـ التوترات العضلية والتغيرات في ملامح الوجه ونبرة الصوت8ـ استجابة الاعصاب التي تؤدي الى وقوف شعر الجلد في حالة الخوف
النظريات التي فسرت الأنفعال :1ـ نظرية جيمس لانج : إن الأنفعالات تبعا لهذه النظرية هي مجموعة إحساسات مختلفة ناشئة عن تغيرات عضوية وأن المظاهر الجسمية والعضوية التي تصاحب الأنفعال هي السبب في ظهوره فنحن سعداء لأننا نضحك وليس العكس أي أن الضحك هو سبب السعادة لنا وقال أيضا أن أنه إذا أمكن تجريد الفرد من جميع التغيرات الجسمية والعضوية فإن الموقف يصبح موقفا إدراكيا خاليا من أي أنفعال وقد أثبتت التجارب خطأ هذه النظرية في تفسير الأنفعال ، فقد تم حقن مجموعة من الأشخاص بهرمون الأدرينالين تحت توجيه ورعاية طبية وظهرت عليه أعراض جسمية مثل سرعة النبض وبرودة اليدين ورعشة في الذراعين والصوت وعدم راحة. وكثير منهم إكدوا أنهم يشعرون أن شيئا ما سيحدث لهم أو انهم سيبكون دون معرفة السبب لهذا الشعور وقرروا أنهم يشعرون بالخوف لكنه غير حقيقي لأنه لايوجد مثير للخوف وبالتأكيد فإن مثل هذا الدليل يثبت خطأ هذه النظرية لأنه بعد أن اثيرت الحالات العضوية المصاحبة للخوف أو الغضب دون وجود سبب حقيقي فإن الأشخاص لم يغضبوا أو يخافوا حقيقة .2ـ نظرية مكدوجل : تتلخص فكرة هذه النظرية بأن كل التغيرات الجسمية والعضوية المصاحبة للأنفعال لها غرض أساسي وهو خدمة الفعل الغريزي وكل نوع من أنواع الحيوان تتكيف حركاته الجسمية بصورة خاصة بها أثناء الفعل الغريزي بحيث يتم الفعل على أتم وجه ممكن فإذا ماأثير أنفعال الخوف فأن الغرض الحيوي المطلوب يتحقق بسرعة للخلاص من الموقف وقد يتم هذا العمل عند الغزلان بالجري والطيور بالطيران. إذ أن الأعضاء الداخلية تتكيف لتساعد على تحقيق هذه الغاية فيسرع القلب بعمله ليوزع الدم بسرعة على أجزاء الجسم وتسرع الرئتان لأخذ الهواء النقي وتتسع حدقة العين حتى تستقبل أكبر قدر ممكن من الضوء لتستعين به على أدراك الأشياء وقد أعترض على هذه النظرية بأن التغير الحادث لايكون دائما لصالح الكائن الحي ففي حالة الخوف قد يفقد الشخص قدرته على الحركة فيثبت في مكانه ومع كل ذلك فإن التغيرات التي تحدث داخل الكائن الحي من وجهة هذه النظرية كلها لصالحه
3ـ نظرية كانون ـ باردتفترض هذه النظرية ان المنبهات البيئية تثير كلا من الاستجابات الجسمية (التنبه والفعل) وخبرة الانفعال في ان واحد وتفصيل ذلك انه عند ادراك الحادثة فأن المخ ينبه النشاط العضلي (التنبه والفعل) والنشاط المعرفي (خبرة الانفعال) ومن ثم فأن المشاعر الانفعالية تصاحب التغيرات الفسيولوجية ولا تنتج عن التغيرات الفسيولوجية كم هو الحال في نظرية (جيمس لانج)وتركز النقد لنظرية كانون ـ بارد على التنبيه الذي يحدث في وقت واحد لكل من التنبه والفعل والانفعال ففي ادراك الخطر يمكن ان يحدث التنبه قبل ان نبدأ المرور غيره الضيق او الخوف ومن ناحية اخرى فأن اكثرنا لدية خبرة محددة مؤداها اننا ننظر الى الاذى الذي التي يمكن ان تحدثه لنا حادثة ما ثم نصبح في حالة تنبه واضطراب بعد ذلك.4ـ نظرية شاكترـ سنجرافترض كل من شاكتر وسنجر ان الانفعالات متشابهة بوجه عام من الناحية الفسيولوجية ولكنها تميل الى ان يختلف بعضها عن بعض في بعد (الضعف مقابل القوة) والذي يحدده مستوى التنبه ان الاسم الذي تلحقة بانفعال مايعتمد على تقديرنا المعرفي للموقف الذي نوجد فيه ويتضمن مثل هذا التقدير التعرف الى الاحداث الجارية. وتتلخص هذه النظرية من ان التنبيه الفيسيولوجي والموقف يؤديان الى تقدير معرفي ونسميه انفعال معين.
اهمية الانفعالات:ان للانفعالات فوائد ووظائف مختلفة فهي تثيرنا وتساعدنا في تنظيم خبراتنا وتحافظ عليها كما انها توحي للاخرين بنوع الانفعال الذي يحتمل ان تقوم به وفيما يلي اهم وظائف الانفعال:اولا: الاثارةتدفعنا الانفعالات الى العمل وهي بمثابة اشارة الى ان شيئا مهما سوف يحدث فالحيوان الذي يصيح خائفا عندما يرى عدوا قادما يصبح اكثر استعدادا للاستجابة والدفاع عن نفسه وبالتالي احتمالات بقائه على قيد الحياة اكثر.تعطي الانفعالات السلوك قوة وزخم على اختلافها وتضادها مثل الغضب والفرح وتحرك نظام الطوارئ في الجسمففي حالة الطفل فان الانفعال يتكون من عدة مكونات في حالة الاثارة1ـ ادراك الموقف الانفعالي2ـ التغيرات الفسيولوجية الداخلية3ـ التغيرات الجسمية الخارجية الظاهرة4ـ الخبرة الشعورية5ـ التكيف للموقف الانفعاليثانيا: التنظيمتساعدنا الانفعالات في تنظيم خبراتنا فحالاتنا الانفعالية هي التي تشكل ادراكنا لذاتنا وادراكنا للاخرين فأذا صدف ان كان مدرسك في حالة غضب فأنه قد لا يكون من المناسب ان تطلب منه السماح لك بتسليم واجب مدرسي في وقت متأخر عن الموعد المقرر لذلك وقد يكون غضب المدرس ناشئا عن خلاف حول مشكلة عائلية في اليوم السابق او بسبب انزعاجه من زحمة السير في طريقه الى العمل وهذه الانفعالات مع اختلاف مصادرها واسبابها فمن المحتمل ان تمتد الى امور اخرى تقع في محيط المدرس وبذلك يصبح سلوكه غير عادي ومن هنا يمكن القول ان الانفعالات تنظم شعورنا اتجاه الاشياء.
ثالثا: توجيه السلوك والمحافظة عليهالحيوان الهائج يمكن ان يهاجم والشخص الخائف يمكن ان يهرب في الحال,بينما الشخص المبتهج فأنه يميل الى العمل والنشاط , ان الانفعالات هي موجهات للسلوك ولها ادوار تكيفية,تخيل السلوك الذي يدخل على بعضهم جراء اكل الاطعمه الحلوه المذاق الا يدفعنا هذا الشعور الى البحث عن اشياء حلوة المذاق لنأكلها فالانفعالات ليست فقط موجهة للسلوك وانما هي تحافظ على استمراريته ايضارابعا: التواصلان معظم الحيوانات قد طورت لانفسها انظمه محددوه وفعاله من الارشادات لتساعدها في التعبير عن مشاعرها فالتعبيرات الوجهية التي تظهرها يوجد بها جميعا دلالات على سلوكها المحتمل تجاه الحيوانات او مخلوقات اخرى فالكلب لايستطيع ان يقول من فضلك ابتعد ولذلك فهو ينبح وهي افضل رساله الى الشخص المار من امامه,ان التعبيرات الانفعالية مثل نغمة الصوت واوضاع الجسد كلها تنقل للاخرين رسائل مابين السطور فالشخص يعبر لك بشكل لغوي انه معجب بحديثك ومتمتع به ولكن ظهور علامات التثاؤب على وجهه تشير الى انه خلافا لما يقول فهو ضجر من ذلك.1ـ القلق وهو رد فعل عام يحدث عند الانسان وهو انفعال انساني اساسي يعرف بأنه انفعال غير سار وشعور مكدر بتهديد هم مقيم مع عدم استقرار وراحة مع احساس بالتوتر وشد وخوف دائم لا مبرر له من الناحية الموضوعية ويتعلق هذا الخوف في المستقبل المجهول كما يتضمن القلق استجابة مفرطة لمواقف لا تعني خطرا حقيقيا والتي قد لا تخرج من الواقع عن اطار الحياة العادية لكن الفرد الذي يعاني من القلق يستجيب لها غالبا كما كانت ضرورات ملحه او مواقف تصعب مواجهتها وهو يسمى بالقلق المرضي وهناك نوعا اخر من القلق يعد سويا طبيعيا والقلق السوي استجابة طبيعية لمواقف تسبب القلق لدى معظم البشر ومن مثيراته مواقف الامتحان كالقلق الذي يشعر به الطالب قبل الامتحان وقلق الام لمرض ألم بابنها وقلق المريض الذي ينتظر تحاليل طبية او عملية جراحية ويمكن التفرقه بين نوعي القلق من خلال نوعية المواقف المسببة له.وهذه الانفعالات الضاغطة مع انها غير ساره فأنها تنبه الفرد الى وجود امر غير سليم او صحيح يتطلب التصرف والمجابهه.فالطالب القلق بخصوص الامتحان من المحتمل انه سيكثر من الدراسة مقارنة بالطالب الذي لا يشعر بالقلق ولكن عندما تكون ردود الفعل الانفعالية عالية جدا فأنها تشل سلوك الفرد فالطالب قد يكون قلقا جدا بحيث لا يقدر على الدراسة للامتحان.2-أنفعال الخوف : إن إنفعال الخوف هو فطري ويولد مع الأنسان ويظهر مبكرا خلال الشهور الثلاثة الأولى ومن أهم مثيرات الخوف عند الطفل الأصوات العالية المفاجئة والوجوه الغريبة التي لم يعتاد رؤيتها كما إن الكثير من الأطفال الصغار يستجيبون بخوف من المواقف التي لم يكن لهم بها أية معرفة سابقة وبنمو الطفل نلاحظ أنه يتعلم مثيرات جديدة للخوف فالأماكن المرتفعة والكلاب والثعابين والوجوه الغريبة والأصوات المرتفعة كل هذه الأمور تثير الخوف بنسبة تتراوح بين 20%ـ50% لدى الأطفال في سن الثانية ـ السادسة. ويزداد الخوف من الحيوانات حتى سن الرابعة ويستمر حتى العاشرة ثم يقل بعد ذلك وفي الطفولة المتأخرة يتغير الوضع إذ يتركز الخوف من الأشياء الخيالية مثل الجن والعفاريت ثم يصبح الخوف بعد ذلك من الأشياء التي تخيف واقعيا مثل الموت وماشابهوفي مرحلة الشباب يكون الخوف من الفشل المهني ومن فقدان المركز الأجتماعي  وهكذا إذ نلاحظ أنه يتطور بتقدم عمر الفرد, كما ان الخوف الصحي يمنع الفرد من المشي منفردا في الاماكن الخطره ليلا وعلى أي حال فانه عندما تصبح ردود الفعل الانفعالية عالية جدا فانها تشل سلوك الفرد فقد يكون الفرد خائفا لدرجه لا يستطيع معها ترك غرفته حتى في ساعات النهار.
3-إنفعال الغضب : إن أنفعال الغضب يكون أكثر شيوعا في حياة الأطفال الصغار من الخوف وذلك لإن الموقف التي تثير غضبهم أكثر من التي تثير خوفهم ويأخذ الغضب صور عديدة تتطور بزيادة العمر العقلي للفرد ففي المراحل الأولى من حياة الطفل يكون سريع وعنيف وصوره البكاء أو الصراخ أو القيام ببعض الأعمال العنيفة مثل الضرب. وتبلغ حدته عند الأطفال في بين الثالثة والرابعة ثم تحل محلها السخرية أو النكتة أو الأبتسامة أما عند الشباب فأسباب الغضب تكون مثلا من التدخل في شؤونهم الخاصة أو مقارنتهم بمن هم دون مستواهم الأجتماعي أو المهني أو الأخلاقي .والآن وبعد أن تكونت في ذهنك صورة موجزة عن الأنفعال هل تستطيع أن تبين لزميلك أنفعالا مررت به وأن تفسره في ضوء النظريات التي حاولت تفسير الأنفعالات ؟......حاول تجريب ذلك لتفهم الموضوع بشكل أكثر .
خامسا:التعلم:إن الأنسان أكثر الكائنات الحية حاجة الى التعلم كما أنه أقدرها على ذلك فالحيوانات تولد مزودة بالفطرة بأنماط سلوكية تعرف بالغرائز كغريزة بناء العش والهجرة من مكان لآخر عند الطيور والأسماك وكغريزة إدخار الطعام عند النمل وهي أنماط تكفي لأشباع حاجاتها وتمكنها من التكيف لبيئاتها المحدودة والضيقة نسبيا ...أما الأنسان فلا يوجد لديه عند ولادته إلا النزر القليل من هذه الأنماط السلوكية الفطرية وهي لا تتعدى عملية الرضاعة والزحف والمشي والقبض على الأشياء باليد وإصدار الأصوات لذا كان عجزه عند ولادته عن مواجهة مطالب الحياة المادية والأجتماعية أكبر من أي حيوان آخر ومن ثم كان لزاما أن تطول مدة حضانته ورعايته حتى يتعلم ويكتسب أنواع من السلوك تمكنه من إرضاء دوافعه وحاجاته التي لا حصر لها وتمكنه من العيش في بيئته الأنسانية المعقدة المتغيرة التي تتطلب مرونة بالغة في التكيف والتوافق .من ذلك نستطيع تعريف التعلم بأنه تغير ثابت في السلوك والخبرة ينجم عن النشاط الذاتي للفرد وليس نتيجة للنضج الطبيعي أو ظروف عارضة .إن هذا التغير له ميزات كثيرة منها :1ـ أنه تغير ثابت أي يبدو أثره في نشاطات الفرد التي تعقب التعلم بحيث يميل الفرد الى أن يعمل أو يفكر أو يشعر كما عمل أو فكر أو شعر من قبل .2ـ أن الثبات في سلوك المتعلم نسبي وغير مطلق إذ قد ينسى الفرد شيئا تعلمه أو يتغير ويتحول في ضوء خبراته التالية .3ـ أنه تغير ينجم عن مواجهة الفرد موقف جديد وقيام الفرد نفسه بنشاط يكسبه خبرة جديدة أي ينتج عن الممارسة والتدريب أو الملاحظة والمحاكاة فكل تعلم هو نشاط ذاتي .4ـ يجب أن لا يكون هذا التغير نتيجة للنضج الطبيعي الذي تحدده الوراثة أو نتيجة لظروف عارضة كالتعب أو المرض .


للتعلم شروط ثلاثة لا يتم إلا بدونها:1ـ وجود الفرد أو الكائن الحي أمام موقف جديد أو عقبة تعترض إرضاء دوافعه وحاجاته أي أمام مشكلة يتعين عليه حلها .2ـ يجب أن يكون هناك دافع يحمل الفرد على التعلم .3ـ بلوغ الفرد أو الكائن الحي مستوى من النضج الطبيعي يسمح له بالتعلم .التعلم والنضج :إن التعلم يتطلب ممارسة وتدريب أو ملاحظة الفرد لأداء غيره لكنه يتوقف إلى حد ما على مستوى النضج الذي بلغه الفرد ،فالمشي عند الأطفال نتيجة نضج لا تعلم لأن الطفل يستطيع المشي دون تدريب متى مابلغ جهازه العضلي وجهازه العصبي درجة من النضج تسمح له بهذا النشاط وكذلك في قدرة الطفل على النطق ببعض الأصوات وكذلك القدرة على التخيل والتفكير والحفظ ..فكل تلك القدرات تنمو عند الفرد بتقدم العمر دون أن يتدرب عليها لكن هناك أستعدادات وقدرات لا يمكن أن تنمو أو أن تظهر إلا بتدريب وتعليم خاص مثل السباحة أو حل المعادلات الرياضية أو العزف على آلة موسيقية .انواع التعلم1ـ التعلم المبرمجالتعلم المبرمج طريقة للتدريس او للمراجعه تقدم فيه المواد المراد تعلمها في خطوات متتابعة ومخططة بصورة جيدة اما عن طريق مراجع او حاسبات الية ويطلب من الافراد ان يستجيبو لمشكلة معينة وبعد ذلك يراجعون اجاباتهم عنها لتحديد صوابها او خطئها وتحقق الاجابة التغذية الراجعة او التدعيم الفوري.2ـ التعلم بالملاحظةوضع نظرية التعلم بالملاحظة عالم النفس الامريكي(البرت باندورا) ولها اسماء عديده(التعلم عن طريق الاقتداء او القدوه والتعلم بالمحاكاة) والافتراض الاساسي هنا ان قطاعا كبيرا من التعلم يعتمد على ملاحظه الكائن العضوي لسلوك غيره من افراد جنسه وان جانبا كبيرا من استجابات الانسان يتم لمجرد ملاحظة غيره من الناس مثل تعلم السباحه والسياقه والرمي بالمسدس.3ـ التعلم بالحاسبدخل الحاسب كافة مجالات الحياة ومنها مجال التعلم فيدلا من شرح المدرس للتلاميذ ومذاكرتهم وتقييمه لهم الامتحان فقد دخل الحاسب ليحل محل المدرس في كثير من مجالات التعليم كالعلوم وادارة الاعمال الهندسية.
4ـ التعلم المعرفيويبرز دور العمليات المعرفية أي كيف يدرك المتعلم الموقف وينظمه ويحتفظ بالمعلومات من جهه يهدف الى اتقان موضوع جديد.ويرى علماء النفس المعرفيون ان التعلم وبخاصة على المستوى الانساني لا يمكن ان يفسر بشكل مرضي على ضوء الروابط الشرطية ويفترض ان المتعلم يكون تركيبا معرفيا في ذاكرته بحيث يحفظ المعلومات وينظمها عن مختلف الاحداث التي تحدث في موقف التعلم وعندما يختبر الفرد لتحديد مدى تعلمه فأن الفرد يأخذ هذا المنبه(السؤال) ويفحصه على ضوء ذاكرته لتحديد الفعل المناسب ويعتمد مايفعله على كل من التركيب المعرفي الذي استرجعه من ذاكرته وعلى السياق الذي حدث فيه الاختبار ومن ثم تختلف استجابة المفحوص تبعا لكل من طبيعة موقف الاختبار وذاكرته للاحداث السابقه وهي تعتمد على العمليات المعرفية الكامنة..نظريات التعلم : يمكن تصنيفها الى صنفين :النظريات الترابطية :وهي ترى أن عملية التعلم تتلخص في تشكيل أو تقوية الروابط بين المثيرات والأستجابات وتندرج تحت هذا النوع نظرية التعلم الشرطي  لبافلوف ونظرية المحاولة والخطأ لثورندايك.نظرية الجشطلت وهي ترى أن عملية التعلم عملية فهم وتنظيم وأستبصار قبل كل شيء.ِِوسنستعرض بشكل موجز تفسير عملية التعلم للنظريات الثلاثة .1ـ نظرية التعلم الشرطي لبافلوف : فقد وضعها العالم الروسي بافلوف والذي كان يعمل طبيبا ،إذ كان يجري تجاربه على الحيوانات ومن ضمنها الكلاب ومن طبيعة الكلب سيلان لعابه عند رؤيته للطعام الذي يقدمه لها بافلوف  وبتكرار ذلك لمرات عدة (تقديم الطعام) (مثير طبيعي) ولمدة من الزمن أصبح لعاب الكلاب يسيل(استجابة طبيعية) بمجرد رؤيتها لبافلوف أعتقادا منها أنه يحمل الطعام لها. وأحيانا كان بافلوف يدق جرس  (مثير شرطي)   ويبدأ بتقديم الطعام للكلاب ، أي(مثير طبيعي + مثير شرطي) وكرر ذلك فأصبح صوت الجرس يحدث نفس الأستجابة (سيلان اللعاب) وبتكرار ذلك لمدة من الزمن ولكن أحيانا كان يقدم الطعام فأصبح صوت الجرس وحده(مثير شرطي) كافيا لإحداث سيلان اللعاب عند الكلاب (أستجابة شرطية) أي أن صوت الجرس أصبح بديلا عن تقديم الطعام في أكثر الأحيان ،و أن المثير الشرطي هو المثير الذي يكون له القدرة على إحداث وظهور الأستجابة الشرطية  ويكون بديلا عن المثير الطبيعي .والمثير الطبيعي هو الذي يكون مسؤولا عن ظهور الأستجابة الطبيعية .فأستنتج بافلوف أن التعلم الذي يحدث نتيجة أقتران مثير طبيعي بمثير معين (شرطي) ويؤدي الى حدوث الأستجابة الشرطية هو تعلم شرطي .دور الأشراط في التعلم :للتعلم الشرطي دور مهم في عملية التعلم ويبدو ذلك واضحا في تعلم الطفل للكلام فهو ينطق كلمة (بابا) ويسمع نفسه وهو ينطقها أي أن النطق أرتبط بسماع الكلمة فتصبح الكلمة المسموعة مثيرا شرطيا يدعوا الطفل الى نطقها مرة أخرى (أستجابة شرطية) .وفي تعلم القراءة يعرض المعلم للتلميذ رسم حيوان صغير والى جانبه أسم الحيوان ففي أول الأمر لايكون هناك أرتباط من أي نوع بين الرسم والكلمة وبالتدريب فيمكن الأستغناء عن صورة الحيوان وهنا تكفي رؤية الكلمة لأثارة المعنى الدال عليها في ذهن المتعلم وهكذا تستمر عملية التعليم .
2ـ نظرية التعلم بالأستبصار : وأحد واضعي هذه النظرية هو العالم الألماني كوهلرفقد فسر خروج القط من القفص أو حصول القرد على الطعام المعلق في سقف القفص بعد أن وضع الصناديق على بعضها البعض ليصل الى الطعام ان الحيوان قد أدرك العلاقات بين أجزاء الموقف الواحد ووصل الى الحل وحصل على الطعام أي أن هناك فهم وتنظيم لأجزاء الموقف والتي أنتهت بالتوصل الى الحل وأن التعلم هو عملية فهم وتنظيم عن طريق إدراك العلاقات بين أجزاء الموقف وتتضح صورة هذا التعلم بشكل كبير عند الأنسان لانه من أكثر الكائنات الحية رقيا في سلم النشوء أي أن الحل لايتاح بالأستبصار إلا إذا أعيد تنظيم الموقف التعليمي تنظيما يسمح بأبراز جميع عناصره الهامة في مجال أدراك الفرد.أي السير من الكل الى الجزء ويبدو ذلك واضحا في تعليم التلميذ القراءة إذ يبدأ المعلم بتعليم التلميذ نطق الجملة ككل ثم الكلمة وأخيرا الحروف المكونة لتلك الكلمة وهذا يمكن ملاحظته في كتب القراءة المخصصة لتعليم التلاميذ في المرحلة الأبتدائية .سادسا:الأحساس : من عمليات التحكم التي تمكن الكائن الحي من فهم العلم الخارجي والسيطرة عليه ، فكل ما نخبره أو نتعلمه من العالم الخارجي تزودنا به الحواس المختلفة إذ ان هذه الحواس تنقل الأنطباعات الحسية المختلفة عن المثيرات البيئية إلى المناطق المختصة في الجهاز العصبي كي يتم إجراء المزيد من العمليات عليها بهدف تفسيرها وإعطائها المعاني الخاصة بها وأتخاذ القرارات المناسبة حيالها. ويمكن تعريفه بأنه :العملية الحيوية التي تتم من خلالها أستقبال المعلومات عن العالم الخارجي عبر الحواس الخمس والتي تمكن الفرد من الوعي بخصائص المثيرات المختلفة .ملاحظة : بدون الأحساس لا يحدث التعلم ويصبح الدماغ عديم النفع لأنه الوسيلة الأولية التي تزوده بالمعلومات عن العالم الخارجي وبدون هذه المعلومات لن يكون هناك تفكير أو خبرات أو حتى سيطرة على السلوك.هناك أربع خطوات رئيسة كي يحدث الأحساس وهي :أـ وجود منبه أو مثير.بـ أن يؤثر المثير في الخلايا المستقبلة :وهي خلايا متخصصة لأستقبال منبهات حسية معينة تدفعها إلى النشاط.ج ـ أن تقوم الأعصاب بنقل النبضات العصبية من الخلايا المستقبلة إلى المخ . د ـ أن يحدث تنبيه في المراكز الحسية بالمخ يؤدي إلى الشعور بالأحساس وبالتالي يكون أدراكنا لما يحدث فينا وما حولنا . وهذه الخطوات تبين لنا الأتصال العضوي بين الحياة النفسية والجسمية للأنسانالادراك :هو عملية تأويل الاحساسات بشكل يزودنا بمعلومات عما في عالمنا الخارجي من أشياء أو هو العملية التي تتم بها معرفتنا لما حولنا من أشياء عن طريق الحواس كأن أدرك أن هذا الشخص الماثل أمامي صديق لي وأن هذا الحيوان الذي أراه أسد وأن هذه الرائحة التي أشمها هي نوع معين من الورد.ولكن السؤال الاهم هو ماذا ندرك ؟يمكن القول هو أن ما ندركه يتلخص في : أشياء مختلفة  منفصل بعضها عن بعض ولكنها تنطوي على دلالة ومعنى فلو نظرنا من النافذة لرأينا على الفور بيوت وعربات  وأشخاص وكل ذلك مفصول بعضه عن بعض أي كل ما فيها له معنى خاص به وكذلك صوت الاستغاثة لشخص نعرفه أي يبرز في مجال أدراكنا على ما نسمعه من أصوات أخرى كما أنه ينطوي على معنى خاص .مثال: يوضح االفرق بين الاحساس والادراك : لتوضيح الفرق بينهما تخيل أنك  تنظر الى صورة رجل على بعد مترين ثم على بعد أربعة أمتار فالخيال الواقع   على الشبكية هو إحساس بحيث يختلف حجمه كلما أبتعدت عن الصورة ورغم   تغير الاحساس بالابتعاد عن الصورة إلا أن المدرك وهو صورة الرجل لايتأثر   بذلك .فالاحساس هو بمثابة تشكيل تصور أو أنطباع حسي في حين أن الادراك    هو تفسير لهذا الانطباع وأعطائه المعنى الخاص به .
الفرق بين الأنتباه والأدراك :يمكن توضيح الفرق بينهما بمثال فقد ينتبه جمع من الناس إلى موقف معين كسماع خطبة ولكن يختلف إدراك كل منهم عن الآخر وذلك لأختلاف ثقافتهم وخبراتهم السابقة وذكائهم .
الاسس النفسية والعصبية للادراك:يتعرض الانسان للمثيرات الفيزيائية كالصوت والضوء وغيرهما ولكن الانسان لا يستجيب لهما جميعا,اذ لابد ان تصل الى درجة من الشدة(ارتفاع الصوت,تصاعد الضوء) حتى تؤثر في الانسان فتستقبلها اجهزته الحسيه ويغيرها جهازه العصبي وتصدر عنه الاستجابة المناسبة لها,والاستجابات عملية سيكولوجية لا تسير دائما جنبا الى جنب مع الاحداث الفيزيائية في العالم الطبيعي الخارجي.اهمية الادراكالادراك عملية معرفية تشتمل على انشطة عديده منها(الانتباه,الاحساس,الوعي,الذاكره,وتجهيز المعلومات,اللغة)كما يرتبط بالتعلم ارتباطا وثيقا ومع ان العمليات المعرفية متشابهه ومتفاعله فأن الادراك يعد اكثر الانشطة المعرفية اساسية ومنه تنبثق العمليات الاخرى,كما يعد الادراك نقطة التقاء المعرفة بالواقع والادراك عملية معرفية نشطة.الانتباهإن الأنتباه هو عملية إستعداد للأدراك فهو أختبار وتهيؤ ذهني أو توجيه الشعور وتركيزه في شيء معين أستعدادا لملاحظته أو أدائه أو التفكير فيه .إذ تعمل أعضاء الحس المختلفة على إستشعار وجود المثيرات البيئية وخصائصها المتعلقة بها من خلال عدد من الوسائل كالضوء والصوت والرائحة والمذاق. ويتم نقل هذه الأحساسات عبر الأعصاب الحسية إلى الجهاز العصبي وتفسر في مناطق من الدماغ وتصدر الأيعازات من الدماغ لأتخاذ بعض الأجراآت الحركية حيالها وهكذا فإن هذه الأجساسات يتم ترجمتها إلى خبرات للأحتفاض بها كي تشكل لاحقا نقطة مرجعية للسلوك .يمكن تعريف الأنتباه : أنه عملية توجيه وتركيز الشعور على الأحساسات الناتجة بفعل مثيرات خارجية موجودة في المجال البيئي الأدراكي للفرد أو المثيرات الداخلية التي تحدث داخله .فكرة عامة عن الأتتباه : يزخر العالم الخارجي بكثير من المنبهات الحسية المختلفة البصرية والذوقية وغيرها كما أن جسم الأنسان نفسه مصدر لكثير من المنبهات الصادرة من أحشائه وعضلاته ومفاصله والفرد لا ينتبه لجميع هذه المنبهات بل يختار منها ما يهمه لحاجاته وحالاته النفسية الموقتة والدائمية كما أنه يختار بعض الموضوعات ويركز شعوره فيه فهو يتجاهل ماعداه ولا يهتم له وتسمى عملية الأختيار هذه بالأنتباه .أنواع الأنتباه : يقسم الأنتباه من حيث مثيراته إلى :1ـ الأنتباه القسري : وفيه يتجه الأنتباه إلى المثير رغم إرادة الفرد كالأنتباه إلى ضوء خاطف أو ألم مفاجىء وهنا يفرض المثير نفسه فرضا فيرغم الفرد على أختياره دون غيره من المثيرات .2ـ الأنتباه التلقائي : وهو أنتباه الفرد إلى شيىء يهتم به ويميل إليه وهو أنتباه لا يبذل الفرد في سبيله جهدا بل يمضي سهلا ،الأنتباه الأرادي :وهو الي يحتاج من الفرد جهد قد يكون كبيرا مثل الأنتباه إلى محاضرة أو حديث ممل وهنا يشعر الفرد بما يبذله من جهد في حمل نفسه على الأنتباه وهو جهد ينجم عن محاولة الفرد للتغلب على ما يعتريه من ملل أو شرود ذهن إذ لا بد أن ينتبه بحكم الحاجة أو الضرورة. ويتوقف مقدار الجهد المبذول على شدة الدافع إلى الأنتباه وعلى وضوح الهدف منه وهذا النوع من الأنتباه لا يقدر عليه الأطفال في العادة إذ ليس لديهم من قوة الأرادة والصبر والقدرة على بذل الجهد وواحتمال المشقة الوقتية في سبيل هدف أبعد ما يمكنهم منه لذا يجب أن تكون الدروس التي تقدم إليهم قصيرة ومشوقة أو ممزوجة بروح اللعب .ملاحظة : لايمكن بالأحساس وحده أن يحصل إدراك .نشاط الحواس الخمس ليس كل شيء في عملية الأدراك .العوامل المؤثرة على الأنتباهتنقسم العوامل المؤثرة على الأنتباه الى قسمين :عوامل ذاتية : وهي عوامل تتعلق بالشخص نفسه وتؤدي إلى الأنتباه وترجع الى ماتعوده الفرد وتصنف لنوعين هي: عوامل تكوينية دائمة مميزة للشخصية يكتسبها الفرد من خلال المؤثرات التي يتعرض لها في بيئته من قبل الكبار والتي تبدأ من طفولته الأولى فالذي يتكون لديه أتجاه نحو الموسيقى نراه يميل لسماع الأصوات الموسيقية أكثر من غيرها وعالم النبات لديه عادة الأتباه الى أنواع النباتات وكيف تنمو . عوامل موضوعية :ويقصد بها العوامل المتعلقة بالمثير الذي يجذب الأنتباه وتدفع الفرد الى الأنتباه إليها بالرغم من وجود أشياء أخرى مثل :1ـ الحركة والتغير : إذ أن الأشكال المتحركة تتميز تجذب الأنتباه إليها وكذلك التغير في اللون أو الشكل أو الصوت مثل الأعلانات المتحركة .2ـ الشدة : فالصوت المرتفع واللامع واللون الغامق يثير الأنتباه أكثر من غيره3ـ الأنفراد : إذ أن الشيء المنفرد على أرضية يجذب الأنتباه أكثر من غيره الذي يكون محاطا بأشياء أخرى مماثلة  مثل نخلة في حديقة أزهار .4ـ التكرار: فتكرار المثير مرات عدة يؤدي إلى جذب الأنتباه إليه .5ـ التنسيق : فالشيء المنسق يجذب الأنتباه إليه مثل اللوحات ،الحدائق.سابعا:الشخصية :إن كلمة الشخصية في اللغة العربية مشتقة من شخص شخوصا أي أرتفع والشخص هو سواد الأنسان تراه عن بعد وفي اللاتينية تعني القناع لأن الممثلون كانوا يلبسون القناع عند ظهورهم على المسرح لأخفاء معالمهم الحقيقية فأصبح المعنى ملازم لمفهوم الشخصية وظهرت تعريفات عدة لهذا المفهوم وهناك من وضعها في ثلاث مجموعات :المجموعة الأولى : وتتفق هذه المجموعة مع المدرسة السلوكية بزعامة واطسن الذي عرف الشخصية بأنها جميع النشاطات التي نلاحظها عند الفرد عن طريق ملاحظته ملاحظة فعلية خارجية لمدة طويلة من الزمن تسمح لنا بالتعرف عليه .وعرفها ماي بأنها كل ما يجعل الفرد فعالا ومؤثرا في الآخرين وعرفها فلمبخ بأنها مجموعة الأعمال أو العادات التي تؤثر في الآخرين أي أنها الهالة الأجتماعية للفرد .والملاحظ في تعريفات هذه المجموعة أنها تقترب كثيرا من المفهوم العامي للشخصية فيقال أن فلان ذو شخصية قوية ولكن نلاحظ أن التعاريف السابقة لاتساعد في أي تحديد علمي للشخصية.المجموعة الثانية :أتجهت الى التعريف الجوهري للشخصية وهو يقوم على نظرة معظم تعريفاتالفلاسفة ورجال الدين فأنهم يعرفونهامن خلال طبيعة الفرد الداخلية فقد عرفها ستيرن بأنها: وحدة دينامية ذات تكوينات متعددة ويضيف الى ذلك أن الفرد يظل يسعى للوصول الى التوصل لهذه الوحدة كهدف له في حياته ولم يوضح أية تفاصيل عن هذه الوحدة أو تكويناتها ،وعرفها وارين بأنها: التنظيم العقلي للأنسان عند مرحلة معينة من مراحل نموه .وتعريفات هذه المجموعة تحاول أن تتلافى الصعوبات التي تنشأ من تعريف الشخصية بأنها تأثير في الآخرين وتحاول أن تصف الشخصية بأنها الأنماط السلوكية المختلفة التي يستجيب بها الفرد للمؤثرات التي تقع عليه سواء كانت هذه الأنماط تعبيرات لملامح الوجه أو الأشارات الجسمية أو التعابير الكلامية وطرق التفكير وتعد هذه تعريفات أكثر موضوعية من التعريفات الأولى ومن الممكن أن يطبق أساليب الملاحظة والبحث العلمي .المجموعة الثالثة : اتجهت هذه المجموعة الى أستخدام مفهوم التوافق الأجتماعي في تعريف الشخصية ،فقد عرفها ركسوود بأنها عبارة عن التوازن بين السمات التي يتقبلها المجتمع والسمات التي لايتقبلها.وعرفها ودورث بأنها الأسلوب الذي يتبعه الفرد في أداء أي نوع من أنواع النشاط وكل هذه التعاريف في المجموعات الثلاث أسهمت في توضيح الأختلاف في وجهات النظر الى مفهوم الشخصية وهو أختلاف لايرجع الى موضوع الشخصية فحسب بل يرجع الى الخلاف في وجهات النظر حول الأتجاهات النظرية التي تكمن وراء هذه التعريفات .العوامل المؤثرة في الشخصية : يمكن تقسيمها الى قسمين1ـ عوامل داخلية وتكوينية و

تشمل الوراثة والبيئة :هناك عوامل تتحدد بالوراثة بدرجة كبيرة وتؤثر في شخصية الفرد فإذا نقص مثلا أفراز الغدة الدرقية عتد الفرد فأته يكون خاملا ولايقوى على التركيز وكذلك إذا أختل أفراز الغدة النخامية فسيضطرب معها التوازن الجسمي بوجه عام ، إن مايلاحظ على الأطفال المولودين حديثا من فروق في النشاط العام والحركات الذاتية والتعبيرات الأنفعالية كل ذلك يؤكد أثر الوراثة في تحديد الخصائص الجسمية والبدنية والعقلية والأنفعالية العامة للفرد وهذه الفروق الأولية تدل على خصائص الشخصية لأن الأفراد يبدؤون حياتهم وهم مختلفون من الناحية التكوينية وفي أجهزتهم العصبية وفي سائر أعضائهم الجسمية كما أن الأختلافات بينهم على هذه الصورة تؤدي الى فروق وظيفية تؤثر في شخصياتهم وبذلك تتشكل الفروق الضاهرة التي تميز الاشخاص بعضهم عن البعض.2ـالتوازن الكيميائي : من البديهي أن جسم الأنسان تجري بداخله عمليات كيميائية بالغة الدقة والتعقيد إذ تلعب أفرازات الغدد دورا كبيرا في تحقيق التوازن الكيميائي داخل الجسم وخصوصا الغدد الصم مثلا البنكرياس يفرز مادة الأنسولين التي تسيطر على عملية التمثيل الغذائي للسكريات وإذا قل إفرازها زادت فيها نسبة السكر في الدم ويتسبب في مرض السكري وقد تؤدي بالشخص الى أن يصبح كئيب دائما .النواحي الجسمية :إذ أن الشخص القوي البنية المفتول العضلات يميل الى السيطرة وتولي المراكز القيادية وقد يكون هذا راجعا الى خبراته الطفولية والأجتماعية إذ أن الأطفال كانوا يخافون منه ولايستطيعون منافسته أو التغلب عليه ويتركون له مواقف العنف عند مواجهة المجموعة لها وبذلك تتكون لديه روح الزعامة وحب السيطرة وعلى العكس نلاحظ أن الشخص النحيف يميل الى الخوف والأبتعاد عن المنافسة فينسحب من تكوين علاقات أجتماعية ويصبح أكثر ميلا للوحدة والتفكير والتأمل .عوامل بيئية وثقافية :مثل التعلم فإنه يؤثر بشكل كبير في تكوين شخصية الفرد لأن الخبرات التي يتعلمها في حاته تجعل منه شخصا متميزا عن الآخرين من أقرانه الذين لم تسنح لهم الفرصة بأكتساب تلك الخبرات التي أستطاع  أن يحصل عليها سواء كانت علمية أو أخلاقية أو معنوية فالمهم أنها ساعدت في تشكيل وتكوين شخصيته بشكل أكثر نضوجا من غيرهإن الفروق بين الأشخاص لا تظهر في أستعداداتهم وذكائهم وصفاتهم الجسمية فقط ولكنها تظهر في سمات شخصياتهم التي تميز سلوكهم وتعطي لكل واحد منهم ميزاته التي يمتاز بها عن غيره ومن ذلك يمكن تعريف خصائص الشخصية بأنها تلك الصفات التي يمكن أن نفرق على أساسها بين فرد وآخر وهي ميل محدد للفرد .



google.com, pub-2298188589129426, DIRECT, f08c47fec0942fa0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق