الخــاتمة ....
وبعد
هذه الجولة في فلسفة العلاج بالطاقة وتطبيقاته المتنوعة تبين أن خطر ترويج
هذه الضلالة على أنها علم أو تطبيق حيوي حيادي فكيف بترويجها على أنها
متعلقة بالدين والقرآن وتدل على إعجازه! فالشر الذي تجمعه هذه الفلسفة وتدل
عليه كثير متشعب لذا فشلت كل محاولات استخلاص ما يظن فيه من نفع فمصادمة
هذا العلاج بفلسفته إنما هو لأصول العقيدة وأصول الإيمان بالغيب إذ مبناها
على اعتقاد غيبي مستمد من غير المصدر الصحيح (الوحي)؛ لذا أذكر بضرورة
مراعاة المنهج العلمي المتبع لضبط المعارف الإنسانية وحماية البشرية من
الخرافات والضلالات وللحفاظ على الحقيقة مشرقة بيّنة بعيدة عن محاولات
التزييف والتشويه، وهو منهج شاملٌ لما طريقه النقل وما طريقه العقل
والتجريب على السواء، ولابد من دراسة خطواته وتذكير الناس به فلا تُقبل
قضية يزعم أنها ثابتة بالنقل حتى نستوثق من صدق الناقل وصحة النقل، كما
لابد من التنبه للتأويلات المتعسفة والتفسيرات الباطلة التي يسعى البعض
لتمريرها تحت قداسة النصوص الصحيحة . كذلك فإنه يجب أن لا تقبل أي قضية
يُزعم أنها من قضايا العلم حتى نستوثق من أن ثياب العلم لا تخفي تحتها
باطلا وفلسفة؛ فقد لبست يد الهوى قفاز العلم واستطاعت من وراء هذا القفاز
أن تصافح كثيراً من العقول وأن تتسلل إلى كثير من البيئات والأوساط، دون أن
يداخل الناس شك في أمرها وأصبح بين العلماء في شتى المعارف الإنسانية من
يوجه العلم لخدمة هواه أو فلسفته بل حتى الدراسات الموضوعية الخالصة التي
كان يظن أنها أبعد شيء عن عبث العابثين لم تسلم من اتخاذها آلة في يد
المغرضين فبعدوا بها عن النـزاهة التي هي سمتها وجعلوها آلة لتدعيم رأي لهم
أو فلسفة اعتنقوها( ). قال ابن تيمية عن مروجي العلوم المتعلقة بطبائع
الأشياء وقواها الخفية في عصره :” كذلك كانوا في ملة الإسلام لا ينهون عن
الشرك ويوجبون التوحيد بل يسوغون الشرك أو يأمرون به أو لا يوجبون التوحيد …
كل شرك في العالم إنما حدث برأي جنسهم إذ بنوه على ما في الأرواح والأجسام
من القوى والطبائع وإن صناعة الطلاسم والأصنام لها والتعبد لها يورث منافع
ويدفع مضار فهم الآمرون بالشرك والفاعلون له ومن لم يأمر بالشرك منهم فلم
ينه عنه “
وهكذا
سوقت هذه التطبيقات وروج لها على أنها برامج تدريبية وعلاجية تساعد على
تنظيم تدفيق طاقة قوة الحياة في جسم الإنسان عبر مسارات خاصة على الجسم
الأثيري المهيأ لتلقيها( ) فانتشرت تطبيقات (الريكي) و(التاي شي) و(الشي
كونغ) و(التنفس التحولي) و(التأمل التجاوزي) و(اليوجا) وغيرها بشكل أنواع
من التمارين والرياضات والتدريبات العلاجية الاستشفائية التي تطهر الجسم من
طاقة الكُره والشرّ وجميع الطاقات السلبية وتساعده لاكتساب طاقة الخير
والحبّ والشفاء وجميع الطاقات الإيجابية المؤثِّرة في الصحّة والروحانيّة
والسعادة!
وفيما يلي توضيح موجز لأبرز تطبيقات الطاقة المنتشرة حالياً:
• دورات الطاقة البشرية، وهي دورات شاملة لأكثر مفاهيم فلسفة الطاقة
الإلحادية وتعتمد على تنمية ما يسمونه “الذات الحكيمة” لاكتشاف القوة
اللامحدودة للإنسان – كما يزعم مدربوها- وتنمية قوته الكامنة وتدريبه على
استمداد الطاقة الكونية ليكون بعدها مؤهلا للتدرب على التعامل مع الطاقات
السماوية للنجوم والكواكب والطاقات السفلية الأرضية من خلال تعلم الهونا
والشامانية والتارو وغيرها. وتشمل هذه الدورات عرض لفلسفة الين واليانغ
والجسم الأثيري والشكرات والعناصر الخمسة للتمكين من على أسرار طاقة “تشي”
واستخدامها في الحياة اليومية والصحية لنفسه وللآخرين .
ولإضفاء الطابع الإسلامي يضاف لهذا الكم الفلسفي بعض المصطلحات الإسلامية والنصوص الشرعية .
وكثيراً ما تجزأ دورة الطاقة أو مفاهيمها لعدة دورات أو تتفرع المعالجة بها لعدد من التخصصات:
1. العلاج بالريكي أو العلاج باللمس أو دورات (الريكي كايدو) ، وتتضمن
تمارين وتدريبات لفتح منافذ الاتصال بالطاقة الكونية “كي” ومعرفة طريقة
تدفيقها في الجسم ، ممايزيد قوة الجسم ، وحيويته، ويعطي الجسم قوة إبراء
ومعالجة ذاتية كما تعطي صاحبها بعد ذلك القدرة على اللمسة العلاجية-
بزعمهم-
2. دورات التدريب على التشي كونغ وتتضمن تمارين وتدريبات لتدفيق “التشي”
في الجسم ، والمحافظة عليها قوية ومتوازنة وسلسة في مساراتها مايزيد مناعة
الجسم ومقاومته للأمراض – بزعمهم -
3. دورات التنفس العميق والتنفس التحولي وتتضمن تمارين في التنفس العميق
لإدخال”البرانا” إلى داخل الجسم “البطن” والدخول في مرحلة استرخاء كامل
ووعي مغير ومن ثم المرور بخبرة روحية فريدة من التناغم مع الطاقة الكونية
–بزعمهم -. ومع أن التنفس العميق شعيرة هندوسية معروفة وممارسة دينية في
أكثر ديانات الشرق إلا أن الذين يدعون أسلمتها – هداهم الله – شرعوا في
جعلها ممارسة يومية للمسلمين وتطبيق يومي لحافظي القرآن عبر دورات حفظ
القرآن بالتنفس( )!
4. دورات التأمل الارتقائي، التأمل التجاوزي وتتضمن تمارين رياضية روحية
تأمليه هدفها الوصول لحالات وعي مغيرة بهدف الوصول إلى مرحلة النشوة
(النرفانا) ، وتعتمد على إتقان التنفس العميق، مع تركيز النظر في بعض
الأشكال الهندسية ، والرموز ، والنجوم (رموز الشكرات في العقائد الشرقية)
وتخيّل الاتحاد بها وقد يصاحبها ترديد ترانيم (مانترا) وهي كلمة واحدة
مكررة بهدوء ورتابة وغالباً في هذه التطبيقات هي أسماء الطواغيت الموكلة
بالشكرات في عقائدهم مثل : أوم..أوم ..أوم . دام …دام …دام وقد تُسمع من
أشرطة بتركيز واسترخاء . وقد أجرى الذين ادعوا أسلمتها تعديلاتهم ليكون
الترديد لما يعرفه المسلم نحو: لفظ الجلالة:الله…الله..الله أو لضمير
الغائب: هو….هو…..هو….
كما روج لأنواع الأنظمة الغذائية الحياتية مثل نظام (الماكروبيوتيك) الذي
يعني: الحياة المديدة، ويعتمد كلياً على ذات الفلسفة ويدخل مطبقوه في
ممارسة عملية لعقيدة وحدة الوجود بحسب مفهوم الديانة الطاوية وبوذية زن
اليابانية؛ فجميع تطبيقاته تعتمد على فلسفة التناغم مع الطاقة الكونية
(الماكرو) أي: المطلق، من خلال مراعاة التوازن بين قوتي (الين واليانج)
الميتافيزيقيين المتضادتين للوصول للشفاء، والسمو الروحي بزعمهم، ويتضمن
رياضات ونظام غذاء وتأملات وغير ذلك. وقد أدى انتشاره بشكل تطبيقات متنوعة
صحية ورياضية، إلى انخداع كثير من المسلمين بتطبيقاته وحاول بعضهم التوفيق
بين فلسفته والدين الإسلامي، كما حاول الفلاسفة من قبل التوفيق بين فلسفة
الإغريق والإسلام!
ويعتمد هذا النظام على تقسيم النباتات إلى مذكرة ومؤنثة الذي كان معروفًا
قديمًا ضمن علم الفلاحة الذي موضوعه النبات من جهة غرسه وتنميته ومن جهة
خواصه وروحانيته ومشاكلتها لروحانية الكواكب والهياكل المستعملة ولما كان
هذا التقسيم له متعلقات بالسحر والتنجيم والكهانة أخذ المسلمون من هذا
العلم مايتعلق بزرعه وغرسه وعلاجه وأعرضوا عن الكلام الآخر( )،
ومروجوا نظام (الماكروبيوتيك) حديثًا أعادوا بعث الجزء المتعلق بالخواص
الروحانية المدعاة فقسموا الأغذية إلى مؤنثة ومذكرة (الين) و(اليانغ) بحسب
تأثير الكواكب وتحولات العناصر الخمسة .
كذلك روج لبرامج الخاصّة بتصميم المساكن تتبنى نفس الفلسفة كالفينغ شوي
الصيني أو الستابهاتا الهندية( ) وما أسموه مطوره وناقلوه إلى الثقافة
الإسلامية بـ(البايوجيومتري).
وهي برامج يزعم أنها فنون ديكور وتصميم تراعي السماح للطاقة الكونيّة –
المدّعاة - بالتدفُّق في أرجاء المسكن لتنظيفه من الروحانيات والطاقات
السالبة وتمده بالروحانيَّات الموجبة التي تمنح ساكنيه السعادة والصحة
والسكينة، وتقيهم من الأمراض البدنية والنفسية والروحانية وتمكنهم من
النجاح في كل مناحي الحياة ( )! وذلك من خلال مراعاة الزوايا والخصائص
روحانية –المزعومة- للجهات الأربعة والحروف والأرقام والألوان والروائح
والأشكال الهندسية والشموع وبعض المجسمات وغيرها .
منذ القدم والمنحرفون عن الإيمان بالغيب الذي جاء به الأنبياء صلوات الله
عليهم ينسبون إلى النجوم والأفلاك كلّ تأثير على الأنفس والأبدان، فكان
منهم من يظنّ أنّ المؤثِّر في هذا العالم هو حركات الفلك ودورانها وطلوعها
وغروبها واقترانها، ومنهم من يعتقد النفع والضرّ في النجوم السبعة السيارة،
ولهم معها تصرّفات خاصّة في ملبسهم ومسكنهم ذبحهم ونحو ذلك( ). وقسموا
البروج إلى مؤنَّثة ومذكّرة، قال ابن القيِّم: ومن هذيانهم في هذا الذي
أضحكوا به عليهم العقلاء أنهم جعلوا البروج قسمين: حارّ المزاج وبارد
المزاج، وجعلوا الحارّ منها ذكرًا، والبارد أنثى، فالشمس ذكر والقمر أنثى (
).
ومما ابتدعه فلاسفة اليونان ومنجموهم أنهم جعلوا للأفلاك عقولاً ونفوسًا
تسيِّرها وتحكمها ثم ابتدع متأخروهم نظرية الفيض والصدور التي ذكروا فيها
العقول العشرة التي تصرِّف الكون، وفسّر تلامذتهم المنتسبون إلى الإسلام
كابن سينا، اللوح المحفوظ بالقوّة الفلكيّة التي عدّها مصدر العلم بالغيب.
وأكثر الذين يؤمنون بالكواكب يدّعون تنـزُّل أشخاص عليهم أو إلهام خاص
بأسرار وخصائص، ويسمون ذلك روحانية الكواكب! وما هي إلاّ شيطان نزل عليهم
لما أشركوا ليغويهم، وليزيّن لهم نسبة الأثر إلى مالا يؤثِّر نوعًا ولا
وصفًا( ).
أبرز تطبيقات العلاج بالطاقة المتعلقة بالقرآن
فمن المعلوم أن الله قد اصطفى نبيه محمد واجتباه وأرسله برسالة الإسلام
التي ختم بها الرسالات وقال : ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه
وهو في الآخرة من الخاسرين ، ومن منطلق عقيدة ختم النبوة بمحمد وختم
الرسالات بالإسلام الذي أكمل الله به الدين وأتم به النعمة ورضيه للبشرية
منهجاً إلى يوم الدين أقف في آخر مباحث هذه الورقة وقفة مع بعض التطبيقات
الاستشفائية التي تتبنى فلسفة الطاقة وتسربها للثقافة الإسلامية وللمجتمع
المسلم بشكل جعل كثيرًا من الناس يظن أن فلسفة الطاقة وتطبيقاتها تتوافق مع
الإسلام وعقيدة التوحيد بل هي من دلالات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة!
أو يظن على أقل تقدير أنها لاتعدو أن تكون تطبيقات رياضية وتقنيات حيوية
لا تتعارض مع ديننا وثوابت عقيدتنا، لاسيما بعد أن بذل ممارسوها والمدربون
عليها من المسلمين جهداً لفهمها في ضوء العقيدة الإسلامية والاستشهاد بكثير
النصوص الشرعية للتوفيق بينها وبين الإسلام والتقريب بينهما بحيث لايشعر
عوام المتدربين والمعالجين بوحشة مما يصادفهم فيها من مخالفات شركية
وعقائدية!
وحقيقة الأمر أن التأصيل الإسلامي للعلوم وبيان وجوه الإعجاز العلمي في
الكتاب والسنة من الأمور المهمة في هذا العصر نظراً للانفتاح المعلوماتي
الكبير والتطور الهائل في أجهزة الاتصالات بحيث أصبح العالم حقاً قرية
واحدة تظلله دعوات الحوار والحب والسلام والتسامح وتسعى لإذابة كثير من
الفروق ومن هنا فإن السباق بين أبناء الحضارات لتقديم تراثهم وإعلاء
حضارتهم على الصعيد العالمي أمر محمود لكن يجب أن يتولاه أهله الذين يعرفون
حقيقة دينهم وحقيقة الفلسفات التي تنطلق منها وربما تخدمها كثير من العلوم
الوافدة والتطبيقات الحياتية المستوردة والمفاهيم التربوية المختلفة إذ أن
أسلمة العلوم ينبغي أن تنطلق من تطويع النافع منها ليخدم الإسلام
والمسلمين ولا تنطلق من تطويع الإسلام ولي أعناق نصوصه لتتماشى مع هذه
الفلسفة أو تلك . وكذا الأمر بالنسبة للإعجاز العلمي فكم تضر الدين تلك
الدراسات السقيمة التي تعلي من قيمة نظرية علمية فجة منبعها فلسفة شخص أو
هواه لا تجاربه ومشاهداته فترى للأسف كيف يفرح بها من اشتبهت عندهم في
ظاهرها بشيء من حقائق الدين فراح يطعمها بالآيات والأحاديث ويؤكد أنها كشف
علمي وحقيقة أظهرت جوانب إعجاز في الكتاب أو السنة والحق أنه بذلك نصر
فلسفة ونشر ضلالة بما أعطاها من قداسة النصوص .
ولما كانت الوافدات الفكرية والفلسفية تشتمل على فلسفة دينية ملحدة تتخللها
علوم رياضية ومنطقية وفيزيائية وفلكية ونفسية مفيدة فإنه لزاما على
المهتمين والغيورين تكوين لجان متخصصة تتابع وتفحص وتؤسلم ما ينفع الناس
وترد ما يضرهم في دينهم ودنياهم لاسيما وأن هذه الوافدات لم تأت على شكلها
الفلسفي ليفحصها المختصون ويدرك خطرها الديني الدعاة والمربون وإنما تبلورت
في صورة تطبيقات وتدريبات وممارسات تتسلل لعامة الناس بشكل دورات للتنمية
البشرية أو طرق للعلاج والاستشفاء في عيادات خاصة أو عبر مجمعات الطب
البديل مع ادعاء كبير بجدوى العلاج وفاعليته وخلوه من الآثار الجانبية مما
جعل لها قبولا واسعاً، ويتم التركيز بشكل كبير على الأمراض المنتشرة بين
الناس التي لم يشتهر نجاح العلاج الطبي المعروف لها ، أو أن علاجها الطبي
طويل المدة وله آثار جانبية ، أو مالية مرهقة للمريض ، منها على سبيل
المثال : الربو ، والسمنة ، والسرطان ، والسكر، أمراض الروماتيزم ، وكثير
من المشكلات والأمراض النفسية كالشعور بالخوف، والشعور بالإحباط والفشل ،
والشعور بالقلق والاكتئاب ونحو ذلك.
وقد تنوعت صور العلاج بالطاقة والتطبيقات المقدمة في المجتمعات المسلمة
فقدمت أكثر علاجات الطاقة بأسمائها الأصلية في الطب الصيني والهندي( ) مع
محاولات التوفيق والتقريب بينها وبين الإسلام؛ فالعلاج بالريكي أو (اللمسة
العلاجية) يقدم على أنه صورة للرقية المقرة في الإسلام ويبذل الذين يدعون
أسلمتها جهدهم في إبراز وجوه الشبه بينهما والتعمية على الإلحاد الجلي في
الريكي وإخلاص الدعاء لله في الرقية . وكذلك الأمر في التاي شي والتشي كونغ
واليوجا والماكروبيوتيك وغيرها ( ).
كما ابتكرت أنواع تطبيقات طاقة جديدة كالعلاج بطاقة الأسماء الحسنى وروج
لتطبيقاتها المتنوعة في العلاج المبني على حساب الحروف وقياس مستوى طاقة
الاسم ونوعها بالبندول ومن ثم تحديد الاسم المناسب لكل عضو وكل مرض وكل
شخص( )!
وكذلك العلاج بأشعة ” لا إله إلا الله ” الذي يتم في جلسة استرخاء ودخول في
حالة وعي مغيرة يتخيل فيها المعالَج جملة الشهادة ولها وميض أخضر ذو طاقة
عالية ثم يحاول استمداده وتوجيه قوته لمعالجة مواطن الألم وشحنها بطاقة قوة
الحياة !
كذلك انبرى فريق من المهتمين بالطاقة ليقحموا فلسفتها في بعض العلاجات
المقرة نبوياً أو الشعائر والعبادات الدينية في الإسلام وألبسوا ذلك ثوب
الإعجاز العلمي وهو في الحقيقة تدعيم للفلسفة الملحدة، ومن ذلك : علاج
الأمراض بالطاقة عبر السجود الذي يزعمون أنه يفرغ الجسم من الطاقة السلبية
المتكونة فيه من الشهوات ومواقف الحياة ومن وراء إشعاعات الأجهزة
الكهربائية الحديثة، بحيث تتجمع الطاقة – التي يزعمون -في الجبين ومنافذ
التفريغ في الأعضاء السبعة التي أمرنا بالسجود عليها( )!!
وكذلك إدخال فلسفة الطاقة الكونية والجسم الأثيري في العلاج بالحجامة بزعم
أن فاعليتها الشفائية تتحقق إذا روعي تنفيذها بحسب مواضع مكامن الطاقة
الحيوية على الجسم الأثيري وزعم أن الاحتجام يحرر الجسم من أنواع الطاقة
السلبية ويمده بالطاقة الإيجابية ، لذا ينبغي التنبيه على أن الحجامة
المقصودة في السنة هي التي كانت معروفة في زمن رسول الله والتي تخلص
الجسم من دم فاسد وتحرك الدورة الدموية ولا علاقة لها بفلسفة الطاقة والجسم
الأثيري( ).
وكذلك الاستشفاء بطاقة الشفاء في القرآن( ) ويهتم لتعليم ذلك والاستفادة
منه بصوت الحروف ومراعاة مد الصوت بها ورخامته، لاستخراج الطاقة الكامنة
وقد يرددون كلمة أو أكثر ، أو حرف أو أكثر بحسب المرض وطاقة الحرف ! ومن
ذلك أيضًا ما أسموه الاستشفاء بالوجبة القرآنية المعتمد على نفس مبدأ
الطاقة وأسرارها استخلاصاً -كما يدعون- من القرآن وعلوم الأسرار والطاقة .
ومؤخراً أعلن عن براءة اختراع جديدة للطاقة القرآنية تحت اسم “علم التنوير
القرآني” Information Technology Energy Radiation Science، وهي فكرة
لاتخرج في منبعها وتفاصيلها عن هذه الضلالات .
وربما تغيرت الأسماء والشعارات من يوم ليوم، فلكل مدرب مدرسة ولكل علاج
ودورة توابع ومستويات متنوعة تنشر جميعها فلسفات وتعاليم الديانات الصينية
والهندية والديانات الشرقية التي ترى الكون منبثق عن قوة كلية على شكل
ثنائيات فتنادي بضرورة توازن القوى الثنائية “الين واليانج” بطرق وممارسات
متنوعة ، وتنشر الاعتقاد بأن الإنسان له سبعة أجساد وجهاز طاقة لابد من
الاهتمام بتدفيق الطاقة الكونية فيه ليحصل الإنسان على السعادة والصحة
والنضارة والسمو الروحي –بزعمهم– سواء تم ذلك بما هو وافد من الشرق من
عبارات وأشكال ورموز وترانيم شركية ومراعاة الخواص المدعاة للأحجار الكريمة
والألوان ، والروائح حسب أسرار الشكرات وألوانها وطاقتها، أو بحسب الخواص
المدعاة للأشكال الهندسية والأهرام مما هو مبني على قواعد التنجيم ومبادئ
السحر -عياذا بالله- أو بما يناسب ثقافتنا الإسلامية من مصطلحات أو تسبيحات
وآيات وذكر إيهاماً للعامة.