الربح من مشاهدة الاعلانات

Wikipedia

نتائج البحث

السبت، 24 سبتمبر 2016

اضطرابات السلوك

Image

مقدمة :  http://adf.ly/1XTCOy

 الانسان كائن اجتماعي يعيش ويقضي معظم وقته في جماعة وفي جماعات، يؤثر فيها ويتأثر بها، ويتحدد سلوكه الاجتماعي على اساس السلوك الاجتماعي المصطلح عليه.  إن مستقبل الحضارة الانسانية، في عصر كثر فيه التنازع، وتقدمت فيه وسائل الدمار والتخريب حتى أمست تهدد بفناء النوع الانساني كله، رهن بفهم مفهوم السلوك فهماً عميقاً دقيقاً، ورهن بتوجيه كل المساعدة والدعم حتى لا يحدث أي اضطراب أو اختلال.  إن الفرد المصاب باضطراب في السلوك، هو بحاجة ماسة إلى مساعدة وتدخل تربوي بأسرع وقت ممكن لتعديل سلوكه ولكي يصبح عضواً صالحاً في المجتمع.  علينا أن نتذكر أن الله طالبنا بأن ندعو للخير وننهي عن الشر، " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" صدق الله العظيم، سورة العمران/ اية 104.  هناك خطأ فادح نرتكبه بحق هذا الشخص لأنه في معظم الاحيان يتجنبه المجتمع ويطلق عليه اسم المنحرف أو الشرير وما شابه ذلك من صفات سيئة. فلنتذكر أن اضطراب السلوك هو رسالة. إنه أحد أوجه التعبير عن حل لصراع داخلي، إنه طلب اهتمام وتفهم. في كل الاحوال ان الاضطرابات السلوكية هي دلالة عن القصور في عملية السيطرة المنسجمة على الذات في إطار تطور الشخصية السليم والتناغم الاجتماعي.        لكن قبل أن نتطرق الى موضوع إضطراب السلوك علينا معرفة ما هو السلوك السوي, كيف نتعلمه وما الذي يؤثر عليه. والهدف من هذه الإطلالة هو الوقاية قدر الامكان من حصول إضطرابات في السلوك.  




ما هو السلوك؟ 

السلوك هو أي نشاط (جسمي، عقلي، اجتماعي أو انفعالي( يصدر من الكائن الحي نتيجة لعلاقة دينامية وتفاعل بينه وبين البيئة المحيطة به.  والسلوك عبارة عن أنه استجابة أو استجابات لمثيرات معينة. السلوك خاصية أولية من خصائص الكائن الحي.  والسلوك متعلم عن طريق التنشئة الاجتماعية ويتضمن اتصالاً اجتماعياً. التنشئة الاجتماعية هي تفاعل اجتماعي في شكل قواعد للتربية والتعليم يتلقاها الفرد في مراحل عمره المختلفة منذ الطفولة حتى الشيخوخة من خلال علاقته بالجماعات الاولية (الاسرة، المدرسة، الجيرة، الزملاء....الخ) وتعاونه تلك القواعد والخبرات اليومية التي يتلقاها في تحقيق التوافق الاجتماعي مع البناء الثقافي المحيط به من خلال اكتساب المعايير الاجتماعية وتشرب الاتجاهات والقيم السائدة حوله.
كيف نتعلم السلوك؟ 

نتعلم السلوك من الامور التالية:  التعلم المؤثر:  



الاستجابات المرغوب بها يحدث لها تدعيم وبهذا يعلم الفرد أن هذا النمط السلوكي يتفق والمعيار المرغوب فيه فيتعلمه. 

 التعليم المباشر: 



تمكين السلوك وتدعيمه عن طريق الرموز والتوجيهات الشفوية فيكافأ الفرد بالاستحسان أو التوبيخ في حالة الفشل في أداء السلوك المرغوب فيه.  التعلم العرضي 



عندما ينطق الطفل بعض الالفاظ أو العبارات غير المهذبة أو غير اللائقة والتي قد تثير ضحك الكبار، مما يدعم  استخدام الطفل لهذه العبارة أو اللفظ، ورغم أن التدعيم عرضي غير مقصود إلا أنه يزيد من تكرار الطفل لهذه الالفاظ غير اللائقة لأن في تكرارها إثارة لانتباه ولفت أنظارهم.  أثار العقاب:  تلجأ كثير من المجتمعات إلى استخدام أنواع العقوبات بغية استبعاد أنماط من السلوك غير المرغوب فيه.  وليس لتكوين أنماط سلوكية معينة فيلجأ إليه الاباء والمربون.  ويرى بعض علماء النفس أن العقاب قد يكبت سلوكاً معيناً بصفة مؤقتة لأنه يضعف الدافعية لأداء العمل، أن العقاب قد يؤدي إلى تعلم غير مقصود فيتعلم الطفل أن ينكر أفعالاً قام بها يتوقع أن يعاقب عليها هرباً من العقاب وقد يتكرر هذا الامر فيصبح "عادة" لديه.  التعلم من النماذج  يُشغل الاطفال بأفعال تشبه إلى حد كبير أفعال الاباء والاقرباء وأبطال السينما والتلفزيون، وهو سلوك يبدو فيه التقليد أو المحاكاة بصور غريزية.   التقمص  إن مفهوم التقمص له علاقة وثيقة بالتقليد، وأنه في أوقات كثيرة يعامل المفهومين بصورة تبادلية.  




العوامل المؤثرة في تنمية السلوك:  

أولاً: الثقافة 
يتأثر الفرد في عمليات التنشئة الاجتماعية بالثقافة العامة للمجتمع الذي يعيش فيه.  وتشمل : المعتقدات والتقاليد، والعرف، والقواعد الاخلاقية والدينية، والقوانين والفنون والعلوم والمعارف، والتكنولجيا. 

ثانياً: الاسرة 
الاسرة هي أهم وأقوى الجماعات الاولية وأكثرها أثراً في تنشئة الطفل وفي سلوكه الاجتماعي، وفي بناء شخصيته.  فالاسرة هي التي تهذب سلوك الطفل وتجعله سلوكا اجتماعياً مقبولاً من المجتمع، وهي التي تغرس في نفس الطفل القيم والاتجاهات التي يرتضيها المجتمع ويتقبلها. 
وبذلك يمكن للطفل أن يمتص المعايير والقيم التي يعتنقها الآباء مما يساعد على عملية التطبيع الاجتماعي. 
الفرد الذي حرم من الحب أثناء طفولته لا ينتظر منه أن يعطى حباً للاخرين، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. 

  • العلاقة بين الوالدين: 

علاقة الوالدين بعضهما ببعض لها أهمية كبيرة في سلوك الفرد فالسعادة الزوجية تحقق للأطفال تنشئة اجتماعية سليمة.  تناحر الوالدين وصراعهما يعرض الطفل لصراع نفسي أليم، ويهدد أمنه وسلامة حاجاته للانتماء عندما يشهد هذا الصراع ويسمع ألفاظاً قاسية لا يستطيع أن يهرب من آثارها النفسية، فقد تؤدي هذه الخلافات بين الوالدين إلى انماط من السلوك المضطرب لدى الاطفال كالغيرة والانانية والخوف وعدم الاتزان الانفعالي. 

إن علاقة الوالدين بالطفل وكيفية معاملته تلعب دوراً هاماً في تكوين سلوكه وشخصيته.  فالطفل الذي تقوم علاقته بأبويه على أساس قدر من الاشباع المناسب للحاجات البيولوجية والنفسية نتوقع له شخصية مستقبلية سليمة تتوافر لها دعائم الاتزان الانفعالي والقدرة على التوافق والتعاون مع الاخرين، وعلى العكس من ذلك عندما تكون العلاقة بين الوالدين والطفل قائمة على الافراط في الحب والتدليل والتصاق الطفل بأبويه فإنها ستفرز شخصية اتكالية مفرطة وأنانية، تتميز بضعف الثقة بالنفس، وعدم القدرة على التعاون والتوافق مع الاخرين.  أما إذا كانت علاقة الابوين بالطفل تقوم على الصرامة والقسوة أو عدم اشعار الطفل بالحب، فإن ذلك يجعل الطفل ميالاً للشر والايذاء، ويجعله يميل للتشاؤم أو عدم المبالاة أو السلبية أو العدوان، وقد يصب الطفل عدوانه على الاسرة ذاتها أو على المجتمع المدرسي. كذلك تؤثر اتجاهات الوالدين على الاطفال من حيث تفضيلهما جنس على أخر، كتفضيلهما الذكور على الاناث، أو تمييزهما طفل على آخر لسمات أو أخرى يتميز بها على أخوته، كذلك التذبذب في المعاملة كأن يكون الاب صارماً قاسياً والام صفوحة متسامحة أو مغالية في التدليل. 


علاقة الاخوة بعضهم ببعض واتسامها بالانسجام والتوافق وعدم الصراع له أثر كبير في نمو شخصية الاطفال، فعدم الغيرة وحب الاخوة بعضهم لبعض يقوم بغرسه الاباء بعدم التفرقة في المعاملة وعدم تفضيل طفل على آخر بسبب جنسه أو ترتيبه في الميلاد أو بسبب تميزه بالتفوق في سمات عقلية أو مزاجية. 

وقد أوضحت الدراسات التي أجراها "ليفي" 1937 و"كوخ" 1965 تأثير الاخوة في عمليات التنشئة الاجتماعية لا سيما ترتيب الاخوة داخل الاطار الأسري. 

غير ان باحثين آخرين من بينهم "نيو كومب" أوضحوا أن ترتيب الطفل في الميلاد لا يكون له تأثير إذا كان أسلوب الوالدين في معاملة الاطفال أسلوباً تربوياً سليماً يقوم على تقبل الأبناء جميعهم دون التفرقة في معاملتهم وفي اشباع حاجاتهم. 


ثالثاً : المدرسة 

 المدرسة ضرورة اجتماعية لجأت إليها المجتمعات لإشباع حاجات تربوية وتعليمية عجزت عن تأديتها بيئة الاسرة بعد تعقد الحياة.  فأصبحت المدرسة مؤسسة اجتماعية متخصصة يلقن فيها الطلاب العلم والمعرفة ونقل الثقافة من جيل إلى جيل.  المدرسة تسعى لتحقيق نمو الطفل جسمياً وعقلياً وانفعاليا واجتماعياً مما يحقق إعداد الفرد وتنشئته التنشئة الاجتماعية السليمة ليكون مواطناً صالحاً معداً للحياة. فعندما ينتقل الطفل من بيئة الاسرة إلى بيئة المدرسة يحمل معه الكثير من الخبرات والمعايير الاجتماعية والقيم والاتجاهات التي تلقنها وتدرب عليها في المنزل، فدور المدرسة أساسي في إتمام ما أعده البيت.  والمدرسة مجال رحب لتعليم الطفل المزيد من المعايير الاجتماعية، والقيم والاتجاهات والادوار الاجتماعية الجديدة بشكل مضبوط ومنظم . 


رابعاً:  جماعة الاقران والرفاق 

بنمو الطفل وخروجه من نطاق ودائرة اٍلأسرة تتسع علاقاته الاجتماعية فبعد أن كان يلعب مع أخوته وأقاربه يمتد هذا اللعب إلى جماعة الأقران والأنداد ويكون معهم علاقات وتفاعلاً اجتماعياً من نوع جديد. فالتفاعل مع هذه الجماعات الجديدة يكون على قدم المساواة إذ أن جماعة الأقران غالباً ما تضم أعضاءها من نفس السن، وأحياناً من نفس الجنس. 
وتأثير الأطفال بعضهم على بعض له مميزاته وفوائده في تشكيل حياتهم الاجتماعية واكتسابهم الكثير من الخبرات المتنوعة، وفي اشباع حاجاتهم النفسية مما يساعدهم على النمو الاجتماعي، فضلاً عن النمو النفسي. 
فالطفل المحروم من صحبة أطفال آخرين يشاركهم اللعب، طفل معزول يعتبر في غربة ووحشة ويحس بالضيق والملل الذي ينتاب حياته، ويعيش في عالم من الاوهام، في حين أن الطفل الذي له خلطاء من الأطفال الآخرين يعيش في عالم واقعي مليء بالبهجة والسعادة. 




خامساً: وسائل الأعلام 
الكلمة المكتوبة, أو المسموعة, أو المرئية تحيط الأفراد بالمعلومات, الأخبار, الأفكار و الاتجاهات حيث تعمل هذه الوسائل بطرق متعددة لاستمالة الأشخاص الذين توجه إليهم الرسالة دون وجود عمليات التفاعل الاجتماعي المباشر. 
إن وسائل الأعلام تعكس نماذجاً متعددة من المشكلات الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية بطرق جذابة تشد الانتباه فتترك تأثيراً كبيراً على سلوك الفرد. 
  
والآن بعد أن سلطنا الضوء على مفهوم السلوك السوي ننتقل الى عرض مفهوم إضطرابات السلوك. 
Image 
مفهوم اضطرابات السلوك: 

اضطرابات السلوك Behavior Disorders او الاضطرابات الانفعالية  emotional Disturbances أو الاعاقة الإنفعالية  Emotional Impairmentكلها مصطلحات تصف مجموعة من الاشخاص الذين يظهرون، وبشكل متكرر، أنماطاً منحرفة أو شاذة من السلوك عما هو مألوف أو متوقع.  إن تعدد اختصاصات واهتمامات المهنيين والباحثين، وكذلك اختلاف تفسيراتهم حول طبيعة هذا الاضطراب وأسبابه وعلاجه، بالاضافة إلى تعقد الاضطراب نفسه وتداخله مع اضطرابات أخرى جعلت الباحثين يميلون إلى استخدام مصطلحات ومسميات دون غيرها للإشارة إلى هذه الفئة من الاشخاص. إلا ان التوجهات الحديثة في مجال التربية الخاصة تميل إلى استخدام مصطلح اضطرابات السلوك لأسباب متعددة أهمها، أن هذا المصطلح أعم وأشمل من غيره من المصطلحات والمسميات الاخرى.  إذ يشمل قطاعاً واسعاًَ من أنماط السلوك ، بالاضافة إلى أنه يصف السلوك الظاهر الذي يمكن التعرف عليه بسهولة، كما ان هذا المصطلح لا يتضمن افتراضات مسبقة حول اسباب الاضطراب، وبالتالي فهو مفيد للمعلم أكثر من المصطلحات الاخرى مثل الاضطرابات الانفعالية التي تعتمد على تصنيف الطب النفسي في النظر إلى الشذوذ وترى أن سبب الاضطراب داخلي، بالاضافة إلى ما يتضمنه هذا المصطلح من وصم اجتماعي وتحيز ضد الوالدين باعتبارهم سبباً في اضطراب أبنائهم نتيجة عوامل التنشئة الاسرية، علماً بأن المضطربين انفعالياً هم قلة مقارنة بالفئات الاخرى التي يتضمنها مصطلح اضطراب السلوك   (Kauffman, 1989) .  لقد ظهرت تعريفات عديدة لاضطرابات السلوك ، ولكن لا يوجد اتفاق شامل على أي من هذه التعريفات وذلك للأسباب التالية:  عدم الاتفاق بين الباحثين على معنى السلوك "السوي" أو الطبيعي أو حول مفهوم الصحة النفسية. عدم الاتفاق بين الباحثين على مقاييس واختبارات لتحديد السلوك المضطرب تعدد واختلاف الاتجاهات والنظريات التي تفسر اضطرابات السلوك وأسبابها واستخدام مصطلحات وتعريفات وتسميات تعكس وجهات النظر المختلفة. التباين في المعايير والسلوك المتوقع من الاشخاص الذي قد تتبناه مجموعة أو أكثر في المجتمع في الحكم على اضطراب السلوك. ظهور اضطرابات السلوك لدى فئات الاعاقة المختلفة قد يجعل من الصعب أحياناً تحديد هل الاضطراب في السلوك ناتج عن الاعاقة التي يعاني منها الشخص  أم هي سبب في تلك الاعاقة.  ومع كل الصعوبات السابقة في الوصول إلى تعريف محدد للمقصود باضطرابات السلوك، إلا أن هناك محاولات عديدة للتغلب على هذه المشكلة، وذلك بمحاولة الاحتكام إلى عدد من المحكات للحكم على السلوك بأنه مضطرب أو شاذ.  ان السلوك المضطرب أو الشاذ هو خبرة انسانية عامة، يوجد لدى الناس جميعاً، كما أن الاشخاص الذين يوصفون بأنهم مضطربون في السلوك يظهرون أيضاً سلوكات توصف بأنها طبيعية أو عادية، ولكن الفرق الاساسي هنا هو في تكرار حدوث السلوك غير المرغوب فيه أو الشاذ، ومدة القيام به وشدته بالاضافة إلى طوبوغرافيته.  فالتكرار كمحك للحكم على اضطراب السلوك يشير إلى أن تكرار السلوك غير المرغوب فيه عما هو مألوف أو متوقع يعتبر شاذاً أو مضطرباً.  أما المقصود بالمدة، فهي المدة التي يقضيها الطفل بالقيام بالسلوك المحدد.  فالثورات العصبية للأطفال المضطربين مدتها أطول وانتباههم لمدة أقصر.  أما شدة السلوك فيشير إلى أن السلوك يعتبر مضطرباً إذا كانت شدته متطرفة بمعنى أن يكون السلوك قوياً جداً أو ضعيفاً جداً.  أما المقصود بالطوبوغرافية فهو الشكل الذي يأخذه الجسم عند تأدية السلوك، فالاطفال المضطربون يمكن أن يصدر عنهم سلوك حركي يظهر على أشكال معينة قلما تصدر عن أقرانهم غير المضطربين.  وبالاضافة إلى هذه المحكات في الحكم على اضطراب السلوك أو عدمه، فإن هناك عناصر يتفق عليها الباحثون وهي الأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل عمر الشخص الذي قام بالسلوك، والموقف الذي حدث فيه السلوك، ومدى ملائمة هذا السلوك لثقافة المجتمع الذي يوجد فيه الشخص.  نحن عادة نلجأ إلى وصف أشكال السلوك الاجتماعي بأنها ملائمة أو غير ملائمة.  ويختلف الحكم على ما إذا كان السلوك ملائما أو غير ملائم من معلم إلى آخر، ومن أحد الاباء إلى آخر، ويتوقف كل ذلك على الموقف الذي يحدث فيه السلوك، وعلى الطفل المعين الذي يصدر عنه هذا السلوك. فالسلوك الذي يعتبر ملائماً بالنسبة لأحد الاطفال في احد المواقف قد ينظر إليه على أنه غير ملائم كلية عندما يصدر عن طفل آخر في موقف مختلف.  وكأي شكل من الاشكال الاخرى للسلوك، فإن السلوك الاجتماعي سلوك متعلم، فالطفل لا يولد وهو مزود بمخزون ملائم من السلوك، ولكن يتعلم الطفل السلوك من خلال المحاولة والخطأ في البداية أو من خلال التقليد أو عن أي طريق آخر. وعندما يقوم الطفل بتجريب سلوك ما للمرة الاولى فإنه لا يعرف الاثار والنتائج المترتبة على هذا السلوك.  فإذا حدث وجاءت الآثار والنتائج من النوع الذي يحمل شكلا من أشكال الاثابة للطفل فإن ذلك يجعله يميل إلى تكرار السلوك.  أما إذا جاءت الاثار والنتائج من النوع الذي لا إثابة فيه، فإن ذلك يجعل الطفل لا يميل إلى تكرار هذا السلوك.  وإذا كانت نتائج الاثار المترتبة على السلوك مؤلمة وغير سارة بشكل أو بآخر بالنسبة للطفل،  فإن ذلك يؤدي إلى خفض احتمالات تكرار هذا السلوك.   من هو المصاب باضطرابات السلوك؟ 


تعريف بور: يعرف بور اضطرابات السلوك أو الاضطرابات الانفعالية لغايات التربية الخاصة بأن الاطفال المضطربون يجب أن تتوافر لديهم واحدة من الخصائص التالية أو أكثر ولفترة زمنية: عدم القدرة على التعلم والتي لا تفسر بأسباب عقلية أو حسية أو صحية. عدم القدرة على بناء علاقات شخصية مرضية مع المعلمين والأقران وعدم القدرة على المحافظة على هذه العلاقات. ظهور أنماط سلوكية غير مناسبة في المواقف العادية. مزاج عام من الكآبة والحزن. الميل لتطوير أعراض جسمية، آلام، أو مخاوف مرتبطة بمشكلات شخصية ومدرسية.  أما كوفمان فيعرف الأشخاص المضطربين في السلوك بأنهم أولئك الذين يستجيبون بشكل واضح ومزمن لبيئتهم باستجابات غير مقبولة اجتماعياً.   كما يعرف رينرت الطفل المضطرب بأنه ذلك الطفل الذي يظهر سلوكاًَ مؤذياً وضاراً بحيث يؤثر على تحصيله الاكاديمي، أو على تحصيل أقرانه، بالاضافة إلى التأثير السلبي على الاخرين.  كم يرى روس أن الاضطراب النفسي يظهر عندما يقوم الطفل بسلوك ينحرف عن المعيار الاجتماعي بحيث أنه يحدث بتكرار وشدة حتى أن الكبار الذين يعيشون في بيئة الطفل يستطيعون الحكم على هذا السلوك.   شيوع اضطرابات السلوك 


لا توجد تقديرات دقيقة حول انتشار اضطرابات السلوك وذلك بسبب الاختلاف في استخدام التعريفات وكذلك بسبب الاختلاف في تفسير التعريف الواحد بين الباحثين، ثم أيضا بسبب الاختلاف في الطريقة أو المنهجية المستخدمة للوصول إلى النسب المختلفة، وأخيراً يمكن أن تختلف النسب لوجود الضغوط الاجتماعية أو الاقتصادية المتعلقة بتقديم الخدمات والبرامج التربوية إما زيادة هذه النسبة أو التقليل منها، من هنا فإن الدراسات المختلفة تشير إلى تفاوت نسب الانتشار العالمية لاضطرابات السلوك من 0.1% إلى 30% من الاطفال في سن المدرسة. إنه من الواضح أن هناك بعض النسب متحفظة ولا تشمل إلا الحالات الشديدة، والبعض الاخر غير متحفظة تشمل الاضطرابات بدرجات متوسطة وبسيطة.  فمن النسب المتحفظة ما يشير إلى 2% أو 3% من الاطفال في سن المدرسة يعانون من اضطرابات في السلوك، أو النسب غير المتحفظة والمعقولة ايضا فتشير إلى أن النسبة يمكن أن تتراوح بين 3% إلى 10% من الاطفال في سن المدرسة. أما فيما يتعلق بالمقارنة بين نسب انتشار اضطرابات السلوك عند الذكور مع نسب الانتشار لدى الاناث فتشير الدراسات إلى أن نسبة انتشار اضطرابات السلوك لدى الذكور تفوق نسبة انتشارها لدى الاناث حيث تتراوح هذه النسبة 2 : 1 وفي بعض الدراسات من 5 : 1.  هذا، وتختلف طبيعة اضطرابات السلوك لدى كل من الذكور والانات، فبينما يميل الذكور إلى السلوك العدواني والاندفاع والسلوك الموجه تحو الآخرين تميل الاناث إلى الخجل والقلق والانسحاب الاجتماعي. أما ارتباط اضطرابات السلوك مع العمر فتشير الدراسات إلى أن هذه الاضطرابات تكون قليلة في الصفوف الاولى وتزداد في الصفوف المتوسطة ثم تميل إلى الانخفاض في الصفوف العليا (  McDowell, Adamson & Wood, 1982)  تصنيف اضطرابات السلوك  http://adf.ly/1XTCOyإن النظام التصنيفي الأكثر استخداماً من قبل الاطباء النفسيين لاضطرابات السلوك هو الذي ظهر في الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية   Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (DSM) الصادر عن الرابطة الاميركية للطب النفسي  American Psychiatric Association (APA)  ففي أحدث مراجعة لهذا الدليل تصنف الاضطرابات تحت عنوان الاضطرابات التي تنشأ في مرحلة الطفولة أو المراهقة كما يلي: في الجانب الذكائي ويشمل: التخلف العقلي الاضطرابات السلوكية وتشمل: اضطرابات الانتباه، واضطرابات التصرف. الاضطرابات الانفعالية وتشمل: قلق الطفولة أو المراهقة، واضطرابات أخرى. الاضطرابات الجسمية وتشمل: اضطرابات الأكل، اضطرابات الحركات النمطية و اضطرابات أخرى. الاضطرابات النمائية العامة، والاضطرابات النمائية المحددة كالتوحد.  ولكن النقد الموجه لهذا النظام هو أنه يصنف اضطرابات الاطفال على أنها اضطرابات عقلية، وهو كذلك يعتمد على النموذج الطبي في تفسير اضطرابات السلوك والتي تركز في الاساس على العوامل الداخلية كأسباب للاضطراب كما هو الحال بالنسبة للأمراض الجنسية. أما النظام السلوكي في تصنيف اضطرابات السلوك فيعتمد على وصف سلوكي للبعد أو مجموعة الابعاد، ومن الامثلة على ذلك تصنيف كوفمان حيث يصنف اضطرابات السلوك إلى ما يلي: الحركة الزائدة، والتخريب، والاندفاعية العدوان الانسحاب، وعدم النضج والشخصية غير المناسبة. المشكلات المتعلقة بالنمو الخلقي والانحراف.  أما كوي فقد استخدم أسلوب التحليل العاملي للوصول إلى تصنيف يعتمد وضع الصفات في مجموعات متجانسة حيث قسم اضطرابات السلوك إلى ما يلي:  اضطرابات التصرف: وتتضمن عدم الطاعة، الازعاج، المشاجرة مع الاخرين، السيطرة، الزعامة، ثورات الغضب. اضطرابات الشخصية: وتتضمن الانسحاب الاجتماعي، القلق، الاكتئاب، الشعور بالنقص، الشعور بالذنب، الخجل وعدم السعادة. عدم النضج: ويتضمن قصر مدى الانتباه، السلبية الشديدة، أحلام اليقظة، تفضيل اللعب مع الاطفال الاصغر سناً، عدم الرشاقة. الانحرافات الاجتماعية وتتضمن: الهروب، الانضمام إلى عصابات ، السرقة، والغرور.  هذا، وهناك ميل عند بعض الباحثين بتصنيف اضطرابات السلوك اعتماداً على شدة الاضطراب حيث تصنف إلى:  اضطرابات السلوك البسيطة اضطرابات السلوك متوسطة الشدة اضطرابات السلوك الشديدة، وهذه تشمل حالات الذهان الطفولي أو فصام الطفولة. وهناك تقسيم آخر للاضطرابات هي  1-الاضطرابات الوظيفية مثل سلس البول, فقدان الشهية أو الشراهة, الارق 2-الاضطرابات الذهنية: الحالات التي ينتج عنها قصور في الانتاج الفكري ـ كالكبت الفكري ـ عدم القدرة على التركيز ـ اضطرابات الذاكرة. 3-الاضطرابات السلوكية: الكذب، الاختلاس، العدوانية، اضطراب السلوك الجنسي،  خصائص الاشخاص الذين يظهرون اضطرابات في السلوك  الذكاء:  


خلافاً للاعتقاد الخاطئ السائد من أن الاطفال الذين يظهرون اضطرابات في السلوك أذكياء ، إن معظمهم يحصلون على معاملات ذكاء أقل من المتوسط مقارنة بأقرانهم غير المضطربين، فمتوسط ذكائهم لا يزيد عن 90 وإن الكثير منهم يقع ذكائهم في حدود بطء التعلم أو التخلف العقلي البسيط.  كما أن الكثير من المضطربين بدرجة شديدة من الصعب حتى تطبيق اختبارات الذكاء عليهم ومتوسط من يمكن تطبيق الاختبار عليه لا تزيد عن 50 درجة، وهناك حالات نادرة من هؤلاء ممن يحصلون معاملات ذكاء عالية،   وربما يعود ذلك إلى أن الاضطراب يؤثر على توفير الفرص المناسبة لهم لتعلم المهمات التي تتضمنها اختبارات الذكاء.  من هنا فإن اختبارات قد لا تعتبر مناسبة لقياس ذكائهم وذلك باعتبارها متحيزة ضدهم ولا تعطي مؤشرات دقيقة عن ذكائهم الحقيقي الذي يتأثر حتماً بالاضطراب.  التحصيل:  إن معظم الاشخاص المضطربين تحصيلهم الاكاديمي في المدرسة منخفضاً مقاساً باختبارات التحصيل المدرسية الرسمية وغير الرسمية. إن الكثير من الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات الشديدة يفتقرون حتى للمهارات الاكاديمية الاساسية التي تشمل القراءة والكتابة والحساب، والقليل منهم من الذين يملكون مثل هذه المهارات لا يستطيعون تطبيقها والتعامل معها في الحياة اليومية.  السلوك العدواني:  


يعتبر السلوك العدواني من الخصائص السلوكية الشائعة لدى الاطفال المضطربين، يصنف هذا السلوك ضمن السلوكات الموجهة نحو الخارج  Externalizing وضمن اضطرابات التصرف  Conduct Disorders . يظهر السلوك العدواني على شكل اعتداء على الاخرين بأشكال مختلفة كالاعتداء الجسدي وإلحاق الاذى المادي بالآخرين، أو بالاعتداء اللفظي كالسباب والشتائم، أو حتى بالعدوان الرمزي بإظهار التذمر والمخاصمة. يوجه الاعتداء عادة على الاشخاص المحيطين بالطفل من غير استفزاز حيث يهدف الطفل المضطرب من خلال العدوان إلى السيطرة على أقرانه أو إزعاجهم أو إغاظتهم أو التسلط عليهم.  وفي حالات الاطفال الأكبر سناً، فإن العدوان يمكن أن يوجه إلى المعلم أو إلى المدرسة، وفي مراحل عمرية لاحقة يمكن أن يتطور هذا العدوان ليوجه إلى المجتمع ويتمثل في سلوك مناهض للقوانين والقواعد الاجتماعية، ويجعل الشخص خارجاً عن القانون والنظام وهو ما يعرف بالسلوك المضاد للمجتمع أو السوسيوبائية  Sociopahty.  في هذا النمط من السلوك يرتكب الشخص المضطرب جرائم القتل وهتك العرض والاغتصاب والسرقة وأعمال السطو والنهب.  يساهم في تفاقم هذه المشكلة التسرب من المدرسة نتيجة الفشل المتكرر والافتقار إلى بيئة أسرية مناسبة. تشير الدراسات إلى أن العدوان أو السلوك الموجه نحو الخارج يظهر لدى الذكور أكثر منه لدى الاناث.  السلوك الانسحابي:  



ويصنف ضمن ما يعرف بالسلوك الموجه نحو الداخل أو الذات  Internalizing ويتضمن البعد من الناحية الجسمية والانفعالية عند الاشخاص والمواقف الاجتماعية. يظهر الكثير من الاشخاص المضطربين انسحاباً من المواقف الاجتماعية، وبالعزلة والاستغراق في أحلام اليقظة والكسل والخمول.  إن مثل هؤلاء الاشخاص لا يستجيبون لمبادرات الاخرين ولا ينظرون إلى الاشخاص الذين يتكلمون معهم ولا يكونون صداقات بسبب افتقارهم للمهارات الاجتماعية المناسبة لفعل ذلك.  وهم لا يمثلون أي تهديد لغيرهم من الاشخاص. إن السلوك الانسحابي هو سلوك مناقض للسلوك العدواني، وأشد أنواع هذا النوع من السلوك هو ما يظهره الاشخاص شديدو الاضطراب والذي يدعى بذهان الطفولة.  وهذا النوع من السلوك يكثر بين الاناث مقارنة بالذكور. 
    التعرف على الاشخاص الذين يظهرون اضطرابات في السلوك:   إن التعرف والفحص والتشخيص هي طرائق تستخدم من قبل المهنيين للإجابة عن التساؤل فيما إذا كان الطفل أو مجموعة الاطفال يعانون من مشكلات في السلوك، وتحديد هذه المشكلات من أجل وضع خطة علاجية وتربوية لمساعدة هؤلاء الاطفال. إن اجراءات التعرف والفحص والتشخيص لاضطرابات السلوك معقدة ، وذلك بسبب عدم الاتفاق التام على تعريفات اضطرابات السلوك أو حتى بسبب تفسير التعريف بشكل مختلف.  وهذه الاجراءات تحاول الاجابة عن الأسئلة التالية:  كيف نتعرف على الطفل المضطرب انفعاليا أو سلوكياً؟ هل هذه المشكلة شديدة بدرجة كافية بحيث تتطلب تدخلاً؟ ما هي طبيعة التدخل الذي يجب أن يكون؟  إجراءات الكشف والتعرف:  ويتضمن مسح مجموعة كبيرة من الاطفال من أجل تحديد عدد الاطفال الذين هم بحاجة إلى خدمات إضافية أو متخصصة.  وفي حالة الاطفال في سن المدرسة، فإن المعلم هو المعني في عملية الكشف.  ويشير مصطلح الكشف إلى قياس سريع وصادق للنشاطات التي تطبق بتنظيم لمجموعة من الاطفال بغية التعرف على الاطفال الذين يعانون من صعوبات من أجل إحالتهم لعملية الفحص والتقييم. خلال العقدين السابقين وأكثر، أصبح التركيز على عملية الكشف وإجراءاته بطريقة فعالة، وهذا الاهتمام جاء من مصدرين، الاول هو الاعتقاد الذي ترسخ من الابحاث في ان الكشف والتدخل المبكر يساعد في تخفيف انتشار اضطرابات السلوك، والثاني هو من الضغوط نتيجة لوجود قوانين ملزمة، وتشكيل مجموعات الآباء والمهنيين. إن برامج رياض الاطفال وبرامج المدارس تعتبر من أنواع الكشف المعروفة، حيث يدخل جميع الاطفال الذين سيلتحقون بالمدارس العادية هذه البرامج، ويتم التعرف عليهم من النواحي الجسمية والمعرفية والإدراكية والانفعالية. وحتى تتم عملية الكشف بفاعلية، يجب أن يتعاون الآباء والمعلمين في ملاحظة سلوك الطفل في كل من المدرسة والبيت.  هذا، ويمكن الاعتماد على أكثر من طريقة للكشف عن اضطرابات السلوك، ومن أهم تلك الطرق ما يلي:   تقديرات المعلمين:  يعتبر المعلم أكثر الاشخاص أهمية في عملية الكشف عن الاطفال المضطربين في سن المدرسة، وقد اشارت دراسات عديدة على أن تقدير المعلم هو من أصدق التقديرات وأكثرها موضوعية.  ومع أن المعلمين يعتبرون من أصدق المقدرين، إلا ان الدراسات أشارت إيضا إلى أن المعلمين كمجموعة، يمكن أن يكونوا متحيزيين،  فمثلا يميل المعلم إلى عدم تحويل حالات الانسحاب الاجتماعي والخجل، لأن مثل هذه الحالات لا تسبب إزعاجاً لهم ولا تؤثر بشكل سافر على سير العملية التعليمية، بينما يميل المعلم إلى تحويل حالات السلوك الموجهة نحو الخارج كالازعاج والفوضى واضطرابات التصرف والحركة الزائدة، لأن ذلك يسبب إزعاجاً للمعلم وتأثيراً مباشراً على سير العملية التربوية داخل الصف.  من هنا يجب أن يعطى المعلم تحديداً للمشكلات التي يجب أن يلاحظها في الصف بشكل دقيق دون تركه يتوقع ما نريد. إن استخدام قوائم الشطب هي من الاجراءات العامة المألوفة، وهي تتضمن سلوكات محددة، يطلب من المعلم أن يقدر الطالب على هذه السلوكات.  تقديرات الوالدين:  



إن الوالدين أيضا مصدر مهم للمعلومات عن اضطراب الطفل.  المعلومات من الوالدين يمكن أن تجمع إما من خلال المقابلات أو من خلال قوائم الشطب والاستبانات.  ومع أن الوالدين مصدر هام للمعلومات، لكن دقة ملاحظة الوالدين للطفل عليها تساؤلات. إن إحدى المشكلات الواضحة في استخدام الملاحظات المباشرة كمحك لتصديق تقديرات الوالدين هي محدودية ملاحظة السلوك.  إن الملاحظين يمكن أن ينسوا أو أن لا تكون لديهم متابعة للسلوك لفترة مستمرة، كما أن وجود الملاحظ يمكن أن يؤثر على السلوك. وبالرغم من التساؤل عن ثبات تقديرات الوالدين، فإن لهم دور مهم في عملية التحويل.     تقديرات الاقران أو الزملاء: 


إن تقديرات الأقران تعتبر إحدى الطرائق المستخدمة للكشف عن المشكلات الاجتماعية والانفعالية.   إن نتائج بعض الدراسات أشارت إلى أن الاطفال في المدرسة من كل الاعمار قادرين على التعرف إلى المشكلات السلوكية، ولكن الاطفال في الاعمار الصغيرة، كان من الصعب عليهم معرفة أو تحديد السلوك الطبيعي أو المقبول، ولكن يختلف الامر في حالة الاطفال الاكبر سناً حيث يصبحون أقل تمركزاً حول ذواتهم، وبذلك يستطيعون ملاحظة دلالات أو إشارات السلوك غير العادي. إن المقاييس السوسيومترية والتي تركز على العلاقات الشخصية والاجتماعية في المجموعة تستخدم لقياس إدراك الطفل وهي مفيدة في طرق الكشف، وإذا ما فسرت بحذر، فإنها يمكن أن تكون ذات فائدة للمعلم في تخطيط طرق التدخل.  تقديرات الذات:  




تعتبر تقديرات الذات مصدراً آخر للحكم على تكيف الطفل، فمن خلال تقدير الطفل لذاته يمكن أن يساعد ذلك في التعرف إلى المشكلات التي يعاني منها. وقد أشارت الدراسات بأن تقديرات المعلمين للأطفال المضطربين أفضل عندما يكون السلوك المضطرب موجه نحو الخارج كالعدوان والتخريب والحركة الزائدة، ولكن التقدير الذاتي يكون افضل في حالة الاضطراب الموجه نحو الداخل الذي يتطلب وصف الذات من خلال المشاعر والاتجاهات والامور الداخلية.  وهذه التقديرات مفيدة للأطفال غير المقتنعين بأنفسهم أو الدفاعيين.  إن المرحلة التي تأتي بعد الكشف والتعرف الأولي هي مرحلة التشخيص النفسي والتربوي الذي يقوم به عادة الفريق متعدد الاختصاصات إذ يتم دراسة حالة الطفل من قبل الاخصائي النفسي والطبيب النفسي والباحث الاجتماعي، بالاضافة إلى إجراء تقييم شامل في الجانب التربوي من قبل المعلم العادي ومعلم التربية الخاصة، وذلك من أجل تحديد إجراءات التدخل المناسبة في الجانبين النفسي والتربوي.

 المراجع:    




سيكولوجية النمو والارتقاءد. عبد الفتاح دويدار 
دار النهضة العربية / 
 بيروت 1993 
علم النفس المرضي/ 
الشخصية بين السواء والاضطرابد. مجدي أحمد عبد الله 
دار المعرفة الجامعية /مصر 1996 
المدخل إلى التربية الخاصةد. يوسف القريوتي  
د. عبد العزيز السرطاوي 
د. جميل الصمادي 
دار القلم للنشر والتوزيع/ 
الامارات المتحدة 1995  .