سقراط (399-470 ما قبل الميلاد)
مقالة مفصلة: سقراط
اعتقد سقراط بأن على البشر أن يفهموا أنفسهم أولا قبل أن يفهموا العالم، و أن التفكير العقلاني هو الطريق الوحيد لتحقيق ذلك.
علينا أن نتطرق إلى فهم الإغريق للعالم, لكي نعي ما قصد سقراط. المرء بالنسبة لهم, يتكون من جزئين, الجسد و الروح. الروح لها جزئان أساسيان, الجزء اللاعقلاني, وهو الخاص بالمشاعر والرغبات, والجزء العقلاني وهو النفس.وهم يرون أن في تجاربنا اليومية, الروح اللاعقلانية تنجذب إلى الجسد برغباته وتندمج الروح اللاعقلانية معه, فيصبح إدراكنا للعالم محدود بما تؤتينا به حواسنا الجسدية. الروح العقلانية هي أبعد من ادراكنا ولكن يمكن التواصل معها بالصور, الأحلام وخلافه.
مهمة الفيلسوف إذا, كما يرى سقراط, هي إصلاح, وفي نهاية المطاف استئصال الروح اللاعقلانية, وبالتالي الحاجة إلى الإصلاح الأخلاقي, وبعدها تفعيل الروح العقلانية كي يكون إنسان مكتمل يظهر الجوهر الروحاني الاسمي وهو ما زال في جسده.
العقلانية الحقيقية, بالنسبة لسقراط, هي ليست فقط عملية تفكير, وإنما تغيير في الوعي والطبيعة النوعية للمرء. الروح العقلانية تنظر إلى العالم بنظرة روحانية, ترى الأشكال الأفلاطونية, أو جوهر الأشياء. معرفة العالم تحتاج إلى أن يعرف المرء روحه أولا, وبالتالي ' يفهموا أنفسهم أولا'.
سقراط لم ينشر أو يكتب أي من أفكاره, ولكنه كان دائما في مناقشات مع الآخرين. عادة كان يبدأ بطرح سؤال بلاغي, يوحي بأنه قابل للإجابة. بعد الاطلاع على الإجابات من الآخرين, يستمر في طرح الأسئلة حتى تحل كل نقاط الخلاف أو حتى يقر الآخرين على عدم القدرة على إجابة السؤال. سقراط لم يدعي أنه يعرف الإجابة, ولكن هذا لم يمنع قدرته على تناول المشكلات بشكل عقلاني. كان هدفه أن في النهاية طريقتنا الفكرية لفهم العالم معيبة و وجب تجاوز ذلك للحصول على معرفة حقيقية لحقيقة الأشياء.