الربح من مشاهدة الاعلانات

Wikipedia

نتائج البحث

الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

سقراط (399-470 ما قبل الميلاد

سقراط (399-470 ما قبل الميلاد)

مقالة مفصلةسقراط

اعتقد سقراط بأن على البشر أن يفهموا أنفسهم أولا قبل أن يفهموا العالم، و أن التفكير العقلاني هو الطريق الوحيد لتحقيق ذلك.

علينا أن نتطرق إلى فهم الإغريق للعالم, لكي نعي ما قصد سقراط. المرء بالنسبة لهم, يتكون من جزئين, الجسد و الروح. الروح لها جزئان أساسيان, الجزء اللاعقلاني, وهو الخاص بالمشاعر والرغبات, والجزء العقلاني وهو النفس.وهم يرون أن في تجاربنا اليومية, الروح اللاعقلانية تنجذب إلى الجسد برغباته وتندمج الروح اللاعقلانية معه, فيصبح إدراكنا للعالم محدود بما تؤتينا به حواسنا الجسدية. الروح العقلانية هي أبعد من ادراكنا ولكن يمكن التواصل معها بالصور, الأحلام وخلافه.

مهمة الفيلسوف إذا, كما يرى سقراط, هي إصلاح, وفي نهاية المطاف استئصال الروح اللاعقلانية, وبالتالي الحاجة إلى الإصلاح الأخلاقي, وبعدها تفعيل الروح العقلانية كي يكون إنسان مكتمل يظهر الجوهر الروحاني الاسمي وهو ما زال في جسده.

العقلانية الحقيقية, بالنسبة لسقراط, هي ليست فقط عملية تفكير, وإنما تغيير في الوعي والطبيعة النوعية للمرء. الروح العقلانية تنظر إلى العالم بنظرة روحانية, ترى الأشكال الأفلاطونية, أو جوهر الأشياء. معرفة العالم تحتاج إلى أن يعرف المرء روحه أولا, وبالتالي ' يفهموا أنفسهم أولا'.

سقراط لم ينشر أو يكتب أي من أفكاره, ولكنه كان دائما في مناقشات مع الآخرين. عادة كان يبدأ بطرح سؤال بلاغي, يوحي بأنه قابل للإجابة. بعد الاطلاع على الإجابات من الآخرين, يستمر في طرح الأسئلة حتى تحل كل نقاط الخلاف أو حتى يقر الآخرين على عدم القدرة على إجابة السؤال. سقراط لم يدعي أنه يعرف الإجابة, ولكن هذا لم يمنع قدرته على تناول المشكلات بشكل عقلاني. كان هدفه أن في النهاية طريقتنا الفكرية لفهم العالم معيبة و وجب تجاوز ذلك للحصول على معرفة حقيقية لحقيقة الأشياء.

الوعي بما هو تفكير في الذات


الوعي بما هو تفكير في الذات

يرى هيغل Hegel أن الإنسان هو الموجود الوحيد الذي يعي ذاته، باعتباره يوجد كما توجد أشياء الطبيعة، وباعتباره موجودا لذاته. أما الأشياء الأخرى فإنها لا توجد إلا بكيفية واحدة. وعلى هذا الأساس يجب على الإنسان أن يعيش بوصفه موجوداً لذاته ذلك "لأنه مدفوع إلى أن يجد ذاته ويتعرف عليها فيما يلقاه مباشرة ويعرض عليه من خارج." (هيغل)، وهو يستطيع ذلك حينما يسقط ذاته وتمثلاته على الأشياء الخارجية. فالإنسان يعمل دائما على تغيير الأشياء الخارجية لأنه يريد أن يرى ذاته تتحقق بشكل موضوعي. فكيف يمكن أن تتمثل الذات نفسها؟ يرى ديكارت أن الشك هو السبيل الوحيد إلى اليقين، فهو الذي يجعلنا نحيط بذواتنا. هكذا شك ديكارت في كل شيء بما في ذلك وجوده. فلم يستطع أن يقول إن الجسم والنفس من خواص نفسه. لكن تأكد له بوضوح أنه لا يستطيع أن يشك في أنه يفكر، حيث أن التفكير هو الخاصية الوحيدة التي لازمت الذات منذ البداية (= بداية الشك). فانطلاقا من التفكير يمكن أن ندرك بصفة حدسية وجود الذات ؛ هكذا استطاع ديكارت أن يقول : "أنا أفكر إذن أنا موجود". فالذات والتفكير متلازمان، فحينما تتوقف الذات عن التفكير تنقطع عن الوجود. إلا أن برغسون Bergson يرفض أي طابع ذاتي أو نسبي للوعي. فليس الوعي – في نظره – لحظة شعورية مرتبطة بشيء معين؛ وإنما الوعي هو إدراك للذات والأشياء في ديمومتها. فالوعي انفتاح على الحاضر والماضي والمستقبل. ومن ثمة فإنه لا يقبل القسمة إلى لحظات معينة لأنه تدفق وسريان يصعب التمييز بين لحظاته. وانطلاقا من هذا نتساءل: هل يمكن أن يتم الوعي في غياب العالم والآخرين؟

الوعي انفتاح على العالم وعلى الآخرين

إن كانط يميز بين الوعي بالذات والمعرفة. فهو يرى أن وعي الذات لنفسها كوجود أخلاقي لا يعني بالضرورة وعينا المطلق للأشياء؛ لأننا نجهل النومينات (الأشياء في ذاتها)، ومن ثمة يظل وعينا بالأشياء وعيا نسبيا. أما هوسرل E. Husserl فيرى – على خلاف ذلك – أن الوعي دائما قصدي (= وعي بشيء ما). فقد يكون الوعي تخيلا، أو تذكرا، أو تفكيرا منطقيا… إلا أنه يتجه دائما صوب الشيء المفكر فيه. ومن ثمة فإن الوعي بالذات هو انفتاح على الذات من خلال قصدية معينة، والوعي بالعالم هو وعي قصدي للعالم. ويحاول ميرلوبنتي Merleau-Ponty أن يخرج الوعي من هذه النزعة الفينومينولوجية (الظاهراتية)، فيقول بأن الوعي هو الذي يمنح للعالم معاينته التي يتجلى بها: إن "العالم كما هو في ذاته، فإن كل اتجاهاته وحركاته نسبية، الشيء الذي يعني أنه لا وجود لها فيه". فالذات الواعية لا تستطيع – هي كذلك – أن تتمثل وعيها إلا بإسقاطها له في العالم، ومن ثمة فإن هناك علاقة جدلية بين الذات والعالم: فبدون الذات يصبح العالم بدون أبعاد ولا جهات، وبدون العالم لا تستطيع الذات أن تتمثل نفسها كوجود متعال عن العالم. هكذا نتمكن من القول بأن الإنسان لا يستطيع أن يتمثل نفسه في غياب العالم دون أن يسقط في "مذهب الأنا وحدي" Solipsisme لكن ما هو دور الآخر في الوعي بالذات؟ يرى سارتر J.P. Sartre أن الآخر هو الذي يجعلني أعي ذاتي: فأنا حين أكون لوحدي أحيى ذاتي ولا أفكر فيها، لكن بمجرد أن أرفع بصري فأرى الآخر ينظر إلي أخجل من نفسي، لأنني أصبحت أنظر إلى نفسي بنظرة الآخر إلي. فنظرة الآخر إذن هي التي تجعلني أعي ذاتي كشيء خارج عني. فالآخر هو الوسيط الذي يجعلني أموضع ذاتي. هكذا يكون الآخر الوجود الأساسي الذي يجعلني أجعل من ذاتي موضوعا للوعي. بعد أن تعرفنا عن العلاقة الواعية التي يمكن أن تكون بين الذات ونفسها، وبين الذات والعالم والآخرين؛ نستطيع الآن أن نتساءل: هل الوعي مطلق أم نسبي؟