هل شعرت يوماً بهالة غريبة تحيط بك حين ينتابك شعور من الفرح أو الحزن ؟
هل تشعر أحياناً حين تقترب من أحدهم بدافع للعمل والإنجاز ؟
ما هو السر خلف هذه الهالات التي نشعر بها في حضرة بعضهم ؟ شيء من الإلهام ؟ الهيبة ؟ الرهبة ؟
لقد كانت الطاقة ومازالت سراً عجيباً من أسرار هذا الكون تقف أمامها عقولنا حائرة واجمة، إن هذا الكون الذي نراه ما هو إلا مادة أو طاقة ، ولا يمكن أن يخرج شيء في هذا الكون عن ذلك ، ولهذا يرى علماء الفيزياء أن الطاقة والمادة وجهان لعملة واحدة، من السهل أن ندرك المادة لأننا نستطيع أن نراها ونلمسها فهل هذا ينطبق على الطاقة ؟ ليس تماماً فالطاقة ليست مدركة بجميع أشكالها ، إننا في الأعم الأغلب نشعر فقط بهذه الطاقة، ولذلك كان من الصعب على علماء الفيزياء تعريف الطاقة بشكل يرضي غرورهم ، وأجمل تعريف هو أن الطاقة هي المقدرة على بذل شغل ! أي أننا نستدل بالشغل على وجود الطاقة !
ولأن الإنسان جزء لا يتجزأ من هذا الكون، فقد أثبتت الأيام أنه يخضع لكل قوانين الطبيعة التي توصل لها بنفسه، وعلى الرغم من بقاء روح الإنسان سراً استأثر به ربنا تبارك وتعالى (قل الروح من أمر ربي) ، إلا أن كثيراً من العلماء يعتقد أن الروح ما هي إلا طاقة تجعل من هذا الجسد عالماً آخر من المشاعر والأحاسيس والأفكار ، وسواءً سلمنا بهذا أم لا ، فإن ما لا شك فيه هو أن هذه الروح تمتلك طاقة عجيبة (إن لم تكن هي ذاتها طاقة) ولكل شخص منا بصمته الخاصة التي تعتمد على حالته النفسية ومشاعره الداخلية، بل والأعجب أن هذه الطاقة يمكن أن تكون طاقة موجبة ونجد الشخص حينها إيجابياً نشيطاً سعيداً لا يكاد يلامس الأرض، وقد تكون سالبة وحينها يكون الإنسان سلبياً خاملاً حزيناً يكاد يلتصق بالأرض !
إن هذه الطاقة الروحية التي يمتكلها بعض الناس هي المسؤول الأول في حضورهم القوي في أحلامنا ، بل وفي كثير من الأحيان في حضورهم المفاجئ سواء باتصال أو بغيره حين نفكر فيهم، قيما يسمى بظاهرة التخاطر !
السؤال الأخير والأهم ، هو كيف يمكنني التحكم بطاقتي الروحية ؟
إن الاستجابة لأمر الله هو أول وسائل رفع هذه الطاقة الروحية فهو وحده خالق هذا الكون والعالم بما يصلح الإنسان ويجعله في تناغم دائم مع ما حوله من كائنات.
كذلك فإن إدمان التفاؤل وصدق التوكل على الله لها أثر السحر في ضخ هذه الطاقة الروحية فينا، الرضا الذي نرسمه على جميع أعضائنا بدءاً بالابتسامة وانتهاءاً بتعابير الجسد له أثر كبير على رفع معنوياتنا وطاقاتنا الروحية، مجالسة الملهمين والمتفائلين هي أيضاً إحدى وسائل اكتساب هذه الطاقة !!
بقلم د . نجم الحصيني
بقلم د . نجم الحصيني